أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اعتقال قوات أمن النظام السوري نازحاً عاد إلى مناطق سيطرتها، وعذبته حتى الموت.
وأوضحت الشبكة الحقوقية في بيان صادر عنها، أن الضحية هو من أبناء حي خان العسل جنوب غرب مدينة حلب، ونازح يقيم في مدينة الأتارب بريف محافظة حلب الغربي.
وبيّنت أن الضحية وحيد لوالديه، ومتزوج ولديه طفلان، ونزح من مدينة حلب إلى ريف محافظة حلب الغربي نتيجة عمليات القصف والاشتباكات التي كانت دائرة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في مدينة حلب.
وأضاف البيان أنه في أيار/مايو الماضي، توجه من مكان نزوحه في مدينة الأتارب إلى مدينة حلب لإجراء تسوية لوضعه الأمني والعودة لمكان إقامته الأصلي.
وتابع البيان أنه في 15 حزيران/يونيو الماضي، قامت عناصر تتبع لفرع الأمن العسكري التابعة لقوات النظام السوري باعتقاله من منزله في مدينة حلب.
وحدثت عملية اعتقال الضحية دون إبداء أية مذكرة اعتقال قانونية صادرة عن محكمة أو نيابة عامة، كما لم يتم إبلاغ أحد من ذويه باعتقاله، وتم منعه من التواصل مع ذويه أو مع محامٍ، وجرى اقتياده إلى أحد مراكز الاحتجاز في مدينة دمشق، وأصبح في عداد المختفين قسرياً منذ ذلك الوقت.
في 3 آب/ أغسطس الماضي، تلقت عائلة محمد نبأ وفاته في أحد مراكز الاحتجاز بمدينة دمشق بشكل غير رسمي وذلك عبر اتصال من قبل عناصر قوات النظام السوري، وفي 5 آب/أغسطس الماضي، تمكنت عائلته من استلام جثمانه في مدينة حلب.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من قبل الشهود، فقد تعرض الضحية للتعذيب بطريقة وحشية والحرمان من الغذاء وإهمال الرعاية الصحية خلال فترة احتجازه، وقد ظهر على جسده أثار التعذيب ولم تتمكن عائلته من فتح تحقيق في حادثة وفاته أو تقديم شكوى للنائب العام بسبب خوفها من الملاحقات الأمنية.
وأعربت الشبكة الحقوقية عن إدانتها جميع ممارسات الاعتقال والتعذيب التي تقوم بها قوات النظام السوري، وبشكل خاص بحق العائدين من النازحين واللاجئين، وتُطالب بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت، وبشكلٍ خاص هذه الحادثة الهمجية.
وفي هذا الجانب، قالت نور الخطيب، مديرة قسم المعتقلين والمختفين قسريا في الشبكة الحقوقية لمنصة SY24، إن النظام السوري غير مكترث بعودة اللاجئين والنازحين، ولم يقم بأي خطوة جدية في هذا الاتجاه، في المقابل لا يزال يستمر بعمليات الاحتجاز والاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري، ويستهدف فيها العائدين على نحو خاص، حتى من أجروا تسويات لأوضاعهم الأمنية، لذلك سوريا غير آمنة والنظام السوري لا يزال يعمل بذات العقلية الأمنية المتوحشة، وفق تعبيرها.
ونهاية العام الماضي 2021، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، تقريرًا بعنوان “حياة أشبه بالموت: عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن”، أكدت فيه أن “سوريا ليست آمنة للعودة”.
ومؤخرًا، أصدرت منظمة العفو الدولية” تقريرًا بعنوان “أنت ذاهب إلى الموت”، والذي وثقت فيه المنظمة، مجموعة من الانتهاكات التي وصفتها بــ “المروّعة”، والتي ارتكبها ضباط المخابرات التابعين للنظام السوري، بحق 66 من العائدين إلى مناطق النظام بعد طلبهم اللجوء في الخارج.