صادرت الأجهزة الأمنية في محافظة درعا عشرات الدراجات النارية من أصحابها بشكل تعسفي خلال الأيام الماضية، رغم أن معظمها مرخص ويحمل أرواقاً ولوحة سير من إدارة المرور، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي وقف عليها المراسل، تبين أن حملة واسعة تركزت في حي شمال الخط والكاشف بمركز مدينة درعا، قام بها عناصر من فرع الأمن السياسي، وشرطة المرور، وفرع الأمن الجنائي، وكانوا بالزي المدني لعدم لفت الانتباه، ثم قاموا باحتجاز عشرات الدراجات النارية من أصحابها.
وتعد الدراجة النارية أهم وسيلة نقل داخل مركز المدينة، يستخدمها غالبية المواطنين لتلبية احتياجاتهم المنزلية، والذهاب إلى أماكن عملهم، وقضاء زيارتهم الشخصية، وأشار مراسلنا أن معظم أصحاب الدراجات هم موظفين رسميين لدى دوائر الدولة وآخرين يقلّون معهم أطفالهم، فضلاً عن رجال مسنين يعتمدون عليها في تنقلاتهم اليومية.
وأضاف أن الدوريات لم تراع ظروف الأهالي وحاجتهم إليها، فقامت بمصادرة جميع الدراجات، رغم عرض عدد منهم مبالغ مالية على الدوريات وصلت إلى 200 ألف ليرة سورية كرشوة لعدم مصادرة الدراجة، ولكنهم رفضوا بحجة أن هناك أوامر صارمة من القيادة، فضلاً عن وجود ضباط معهم في الدوريات التي قامت بحملة المصادرة.
وأشار المراسل، أن سعر الدراجة النارية يبدأ من 3 مليون ليرة سورية، وصولاً إلى 12 مليون ليرة، وهو مبلغ مرتفع في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها الأهالي في الداخل السوري.
وأكد أن جميع الدراجات المصادرة يتم إدخالها إلى الحجز الاضطراري بشكل رسمي، ليتحول بعدها إلى أملاك الدوائر الرسمية، وأقسام الشرطة، فيما يذهب القسم الأكبر منها إلى السوق السوداء، فضلاً عن استخدام عدد منها من قبل عناصر الأفرع الأمنية، بعد استخراج ورقة مهمة للدراجة، ومنها ما يتم بيعه في محافظات أخرى بعد إزالة الرقم التعريفي الموجود عليها.
وعلى الجانب الآخر ما تزال الفوضى الأمنية مسيطرة على المنطقة وسط عجز تام عن إيقافها من قبل الأجهزة الأمنية، حيث تم استهداف المدعو “علي بدر الصايل” من مدينة إنخل في الريف الشمالي لمحافظة درعا، قبل يومين، بعدة طلقات نارية مباشرة على يد مسلحين مجهولين، كانوا يستقلون دراجة نارية، ما أدى إلى مقتله على الفور، وإصابة شخص آخر كان برفقته.
وشهد يوم أمس وفاة الإعلامي المدعو “خليل إبراهيم الموسى” في سجون الأجهزة الأمنية بعد عام من اعتقاله، إذ تم تسليم جثته لعائلته ليتم دفنها، دون ذكر أي تفاصيل أخرى عن ظروف موته.