تواصل الليرة السورية انخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصل سعر صرفها اليوم الاثنين إلى 14000 مقابل الدولار الأمريكي الواحد، وهو مرجح للزيادة في الساعات القادمة حسب محللين، ما أثر على الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطنين، ما أجبر عدد كبير من التجار وأصحاب المحلات في أسواق العاصمة وريفها على الإغلاق، وعدم تسعير بضائعهم في حال استمرار هبوط الليرة خشية الخسائر المالية الكبيرة التي تلحق بهم.
وأثر هذا الانخفاض بشكل مباشر على حركة البيع والشراء في السوق، وساهم برفع الأسعار للمواد والسلع الأساسية، فضلاً عن الخسائر التي تسببها تقلبات العملة بشكل عام في الفترة الأخيرة.
فيما ارتفع سعر المعدن الأصفر، مسجلاً 703 آلاف ليرة سورية للغرام الواحد في العاصمة، متأثراً بارتفاع صرف الدولار مقابل الليرة السورية.
كذلك سجل سعر صرف الليرة التركية اليوم الاثنين ارتفاعاً طفيفاً أمام باقي العملات، ووصلت قيمة الدولار الواحد قرابة 27.09 ليرة تركية في الشمال السوري، حيث شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاً غير مسبوق بقيمة الليرة التركية، كذلك شهد الذهب تقلباً واضحاً، حيث وصل سعر الغرام الواحد منه 55.50 دولار حسب ما تابعته منصة SY24.
وقال مراسلنا نقلاً عن أصحاب عدد من المحلات التجارية في سوق إدلب إن هذه التقلبات المستمرة في سعر الليرة سببت خسائر مادية كبيرة في جميع النواحي إضافة إلى آثارها المباشرة على الأهالي في الشمال السوري طال حتى رغيف الخبز وكثير من المواد الغذائية والسلع الأساسية، وأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، والخضروات، والأدوية والمواد الأخرى لارتباط شرائها وبيعها بالدولار.
بالعودة إلى أسعار المواد الغذائية في السوق، فقد أكد مراسلنا ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، شكل عبئاً على السكان ولاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود وعمال المياومة. ووفق التقديرات والإحصائيات الأخيرة، فإن تكلفة معيشة أسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد بالغين تحتاج قرابة 400 دولار في الشهر الواحد بالحد الأدنى ، أي ما يعادل أكثر من خمسة ملايين ليرة سوري هذا دون تكاليف الرفاهيات والكماليات، و تكاليف المصاريف المدرسية أو الجامعية، وتكاليف زيارة الأطباء العامة وأطباء الأسنان وغيرها.
على خلفية ذلك تتعالى الأصوات في المنطقة منتقدة الواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي ظل الأزمات التي تتفاقم يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن تكلفة المعيشة للأسرة الواحدة في سوريا أصبحت من أعلى التكاليف في العالم، وسط تخفيض في المساعدات الإنسانية والإغاثية مؤخراً مايندز بكارثة قريبة تهدد الأهالي ولاسيما النازحين.