شهدت الأسواق في شرق سوريا تدفقًا واضحًا للبضائع والسلع الروسية، مما أثار غضبًا شعبيًا واحتقانًا ضد المستوردين. وسط دعوات أهلية لمقاطعة تلك البضائع بالكامل، على غرار البضائع الإيرانية التي دخلت إلى المنطقة عبر معابر تهريب غير شرعية سابقًا في ريف دير الزور.
سكان شرق سوريا اشتكوا من سوء البضائع الروسية التي وصلت المنطقة خلال الأشهر الماضية، وخصوصًا المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية، والتي أثبتت مع الاستعمال عدم فاعليتها وأدت إلى خسائر مادية كبيرة للمزارعين الذين هددوا بتقديم شكاوى رسمية للإدارة المحلية ومكتب حماية المستهلك ضد المستوردين والمتاجرين بهذه البضائع في المنطقة.
وقال مراسل SY24 في الرقة، إن البضائع الروسية وصلت إلى المدينة عبر معبر الطبقة البري وبشكل غير رسمي وبتواطؤ بين مهربين تابعين لقوات النظام وبعض المهربين العاملين ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
ونقل المراسل عن شهود عيان قولهم: إن البضائع الروسية باتت تعرض على رفوف المحلات التجارية والصيدليات الزراعية ويتم بيعها بشكل علني وبأسعار متدنية بالرغم من عدم حصولها على موافقة هيئة حماية المستهلك أو لجنة التموين في الإدارة الذاتية، ما أدى إلى تراجع مبيعات السلع المشابهة لها والتي تم إدخالها بموجب عمليات استيراد نظامية وتم دفع مبالغ إضافية فوق قيمتها تحت بند “الجمرك”، ما خلق حالة من الغضب لدى مستوردي تلك المواد.
“مسعود”، مزارع من قرية “حمار العلي” في ريف الرقة، أكد أنه “تعرض لخسائر مادية كبيرة في موسم القمح لهذا العام نتيجة استعمالة سماد روسي دخل الأسواق مؤخراً، وذلك بسبب ضعف فعاليته مقارنةً بالأسمدة الأجنبية المستوردة والمعروفة لدى بقي المزارعين”، على حد تعبيره.
وقال في حديثه لـ SY24: “لم يجرب أحد السماد الروسي من قبل ولكن ظننا أن فعاليته ستكون جيدة كونه منتج أجنبي بالرغم من انخفاض سعره مقارنةً ببقية الأسمدة المتداولة، بسبب عملية إدخاله بشكل غير شرعي الى المنطقة والتي جعلت سعره ارخص من نظيراته، وبعد التجربة تبين أن رداءة جودته هي السبب وراء انخفاض سعره”.
وأضاف أن “الأسمدة ليست هي البضاعة الروسية الوحيدة التي دخلت مدينة الرقة بل أيضاً نجد بعض المواد الكيميائية الأخرى مثل مساحيق التنظيف والمبيدات الحشرية، بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية مثل الزيوت النباتية والطحين والمنتجات المخصصة للأطفال، غير أن الإقبال على شرائها ضعيف كحال بقية المنتجات الأجنبية غير الموثوقة بسبب رداءة نوعيتها مقارنةً بنظيرتها من السلع المحلية”.
والجدير بالذكر أن أسواق مدن وبلدات شمال شرق سوريا التي تديرها “الإدارة الذاتية” باتت معرضاً للسلع الإيرانية والروسية التي غزت تلك الأسواق بشكل كبير خلال الأعوام الماضية.