أعرب القاطنون في مناطق النظام السوري عن خيبة أملهم من زيادة الرواتب التي أقرّها رأس النظام السوري بنسبة 100%، نظرا لإصدار قرار آخر يقضي برفع أسعار المحروقات بنسبة كبيرة جداً.
وفي التفاصيل، أصدر رأس النظام مرسوماً ينص على إضافة نسبة 100% إلى الرواتب والأجور المقطوعة النافذة بتاريخه لكل العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين، إضافة إلى منح أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين زيادة قدرها 100% من المعاش التقاعدي.
لكنّ فرحة القاطنين في مناطق النظام السوري لم تكتمل، والسبب هو أنه بالتزامن مع هذا المرسوم أصدر النظام قراراً يقضي برفع أسعار المحروقات وفق التالي:
سعر مبيع مادة المازوت المدعوم 2000 ليرة لليتر، سعر مبيع مادة البنزين اوكتان 90 المدعوم 8000 ليرة لليتر، سعر مبيع مادة البنزين اوكتان 95 الممتاز 13500 ليرة لليتر، ومادة المازوت الصناعي (المشافي الخاصة- معامل الأدوية- الزراعة خارج الدعم- الصناعات الزراعية) بـ 8000 ليرة لليتر، ومادة المازوت للمخابز التموينية الخاصة بـ 700 ليرة لليتر، ومادة المازوت الصناعي الحر بـ 11550 ليرة لليتر، ومادة الفيول الصناعي بـ 7887500 ليرة للطن، ومادة الغاز السائل دوكما بـ 9372500 ليرة للطن.
وعبّر القاطنون في مناطق الأسد عن عدم اقتناعهم بزيادة الراتب بالقول “زيادة الرواتب 100%وزيادة المحروقات والخبز 200%، دائما الميزان التجاري ضد المواطن، ودائما المواطن هو الخاسر الأكبر”.
وتهكم كثيرون من تلك الزيادة التي طالت رواتبهم الشهرية بالقول “كان راتبنا يعادل 7 دولار تقريبا، أصبح يعادل 14 دولار”، في حين اعتبر آخرون أن الراتب الشهر بات يساوي ثمن حقيبة مدرسية فقط.
وكانت الخيبة الأخرى التي تحدث عنها القاطنون في تلك المناطق، هي أن الزيادة على الراتب جاءت بعكس التوقعات، إذ كان من المتوقع أن تكون الزيادة بنسبة سبعة أضعاف، أما نسبة 100% فإنها لن تغير من الواقع شيئاً في ظل موجة غلاء الأسعار، حسب تعبيرهم.
وأجمعوا على أن الموظف يحتاج اليوم في مناطق النظام إلى راتب شهري يقدر بـ 5 ملايين ليرة سورية حتى يتمكن من تغطية مصاريفه الشهرية، وفق تقديراتهم.
وعقب الزيادة التي أقرّها رأس النظام السوري، تعالت أصوات الفئة التي ليس لديها راتب شهري، متسائلة كيف ستتمكن من مواجهة الظروف الحالية وغلاء أسعار السلع الرئيسية والمحروقات؟.
وتأتي تلك الزيادة أيضاً عقب رفع النظام وحكومته الدعم الحكومي عن كثيرا من المواد ومنها المحروقات وأنباء عن رفعه عن مادة الخبز وغيرها من المواد، مع إبقاء الدعم فقط على قطاع الصحة والتعليم، الأمر الذي زاد من المخاوف من ارتفاع الأسعار في قادمات الأيام إلى مستويات غير مسبوقة.
وحول ما يجري، أكد مصدر مهتم بالشأن الاقتصادي لمنصة SY24، إن “النظام لن يزيد الرواتب إلى مستويات بنسبة سبعة أضعاف كما يطالب من يقطن في مناطقه، فهو لم يرفع الرواتب أو سيدفعها من جيبه وإنما هي نتيجة رفع الدعم عن بعض السلع، مما حقق له بعض الوفرة المالية فاستغلّها للضحك على ذقون موظفيه وشبيحته”.
واعتبر أن هذا المرسوم وهذه القرارات “مسرحية مكشوفة لامتصاص نقمة موظفيه، وبالتي من الطبيعي أن نشهد حالة من التذمر بين الموالين له من تلك الزيادة على الرواتب والتي لا تنسب ظروفهم الاقتصادية والمعيشية المزرية”.
ووسط كل ذلك ارتفعت أسعار تعرفة السرفيس في مناطق النظام إلى 3 أضعاف السعر القديم، لتصبح في مناطق دمشق، اليوم الأربعاء، إلى 2000 ليرة سورية وفي مناطق أخرى 800 ليرة سورية، بحسب ماكينات النظام الإعلامية، مبينة أن الشخص الواحد يحتاج شهريا إلى نحو 120 ألف ليرة سورية تكاليف مواصلات (ذهاب وإياب).
في حين تحدث أكثر من مصدر من محافظة السويداء وحمص وغيرهما عن أزمة مواصلات مع ساعات الصباح الأولى بسبب توقف بعض السرافيس عن العمل لحين إصدار قرار برفع تسعيرة الركوب.
وتتزامن هذه القرارات مع استمرار نزيف الليرة السورية الحاد أمام باقي العملات، إذ تراوح سعر صرف الدولار في أسواق دمشق بين 14350 ليرة سورية مبيع، و14150 ليرة سورية شراء، وفي أسواق حلب بين 14700 ليرة سورية مبيع، و14500 ليرة سورية شراء، وفي أسواق إدلب بين 15 ألف ليرة سورية مبيع، و14900 ليرة سورية شراء.
