تعاني مدينة ديرالزور من انقطاع شبه مستمر للتيار الكهربائي في ظل ارتفاع كبير وواضح لدرجات الحرارة، والتي تسببت مؤخراً في زيادة عدد الإصابات بحالات إغماء جراء تعرضهم لضربات شمس وخاصة بين الأطفال، الأمر الذي دفع عدد كبير من الأهالي للبقاء في المنزل أو التفكير بالسفر إلى مدن الساحل السوري.
مديرية كهرباء دير الزور عزت انقطاع التيار عن المحافظة إلى قيام الوزارة بتقليل حصة المدينة من الكهرباء إلى 35 ميغاواط بعد أن كانت 40 ميغا واط دون سبب يذكر، بالرغم من أن المدينة تشهد كثافة سكانية كبيرة وخاصة خلال الأشهر الماضية مع عودة عدد من المواطنين إليها قادمين من الريف، بسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في دفع إيجارات منازلهم هناك بالرغم من الأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشها.
مراسل SY24 في المدينة أكد أن حالة من الغضب والاستياء يعيشها سكان المدينة بعد أن تجاوزت ساعات القطع إلى أكثر من 8 ساعات متواصلة مع نصف ساعة وصل وأحياناً أقل، حيث تسبب ذلك في تعطل عدد كبير من الأجهزة الكهربائية الخاصة بالمواطنين ناهيك عن عدم قدرة الثلاجات على تبريد الأطعمة والمياه ما أدى إلى تلف كميات كبيرة من المونة الشتوية لدى المواطنين.
المراسل أشار إلى تعرض عدد كبير من التجار وأصحاب بعض المهن إلى خسائر كبيرة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة معظمهم على توفير المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، باستثناء بعض الشخصيات المقربة من النظام والتي استطاعت توفير المحروقات بأسعار تعتبر جيدة مقارنةً بسعرها في السوق السوداء.
“مها”، معلمة مدرسة ومن سكان حي القصور، قالت إن “جميع سكان المدينة لا يتمكنون من النوم ليلاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة الكبير وغياب كامل للتيار الكهربائي، الأمر الذي حول المدينة خلال الأيام الماضية إلى ما يشبه مدينة أشباح في أوقات منتصف النهار وأثر على حركة السوق والتجارة”، على حد وصفها.
وفي حديثها مع مراسل منصة SY24، أفادت بأن “الوضع في المدينة أصبح لا يطاق مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي والآثار المترتبة على ذلك سواءاً على المواطنين أو على السوق المحلية، وأيضاً على القطاع الطبي وباقي القطاعات الخدمية في المدينة، دون ظهور أي حلول في الأفق من قبل مؤسسات النظام”.
وأضافت أن “اليوم نفكر جدياً في بيع ممتلكاتنا الشخصية في المدن والهجرة إلى خارج البلاد باتجاه دول الخليج أو إلى أوروبا لعدم قدرتنا على تحمل ظروف الحياة الصعبة وغياب كامل للخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، بالإضافة إلى غياب الأمن وانتشار اللصوص المسلحين في المدينة وازدياد عدد حالات الخطف والاغتيال”.
والجدير بالذكر إن مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له من انعدام تام للخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة، الأمر الذي دفع عدد كبير من السكان التفكير بالسفر لخارج البلاد عبر بيع ممتلكاتهم الشخصية أو الانتقال للعيش في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، التي تعيش وضعاً معيشياً وخدمياً أفضل بدرجات من مناطق سيطرة قوات النظام.