شهدت مدينة ديرالزور ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات بأمراض الجهاز الهضمي والتهاب الأمعاء بين المواطنين وخصوصاً الأطفال نتيجة تلوث مياه الشرب المستخدمة في صنع قوالب الثلج، ما تسبب بزيادة الأعباء المتراكمة على المواطنين الذين اضطر معظمهم لمراجعة العيادات الخاصة بسبب تدني مستوى الخدمات التي يقدمها القطاع الصحي الحكومة في المدينة.
مصادر طبية قالت إن أعداد المصابين بأمراض التهاب الأمعاء وبقية الأمراض الناجمة عن تلوث المياه قد بلغت أضعاف الحد الأدنى لها مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، ناهيك عن ارتفاع أسعار قوالب الثلج في المدينة لتصل أحياناً لأكثر من 25 ألف ليرة نصف قالب ثلج وزن 5 كغ.
مراسل منصة SY24 نقل عن مصدر طبي قوله: إن معظم الحالات يتم إهمالها نتيجة عدم توافر الإمكانيات والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى إصدار تعليمات من مدير مشفى “الأسد” الحكومي بإغلاق مستودعات الأدوية بشكل كامل وعدم إعطاء المريض أي دواء بالمجان، وعدم إعطائهم المحاليل الوريدية والملحية التي تتناسب مع حالاتهم المرضية، وذلك بالتعاون مع عدد من الأطباء المحليين لتشغيل عياداتهم الخاصة.
وبحسب المصدر ذاته فإن أسعار المعاينات لدى تلك العيادات قد ارتفعت هي أيضاً لتصل في بعض الأحيان لأكثر من 100 ألف ليرة سورية أي ما يعادل نصف مرتب موظف حكومي، ناهيك عن الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية وخاصةً المستوردة منها بسبب غياب الرقابة الحكومية وتواطؤ معظم موظفي التموين مع أصحاب تلك المستودعات.
“مازن العبدالله”، من سكان حي الجبيلة في مدينة ديرالزور، قال إنه “تعرض للإصابة بالتهاب الأمعاء الحاد هو وعائلته بعد استخدامه قالب ثلج اشتراه من أحد الموزعين المعتمدين لدى مجلس بلدية ديرالزور، حيث بلغت تكلفة علاجه هو عائلته مع الأدوية أكثر من نصف مليون ليرة سورية أي ما يعادل راتب شهرين لموظف حكومي”، على حد تعبيره.
وقال في حديثه مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور، إن “معظم موزعي قوالب الثلج في المدينة هم من قادة ميليشيا الدفاع الوطني أو من المدعومين من قبل مسؤولي النظام ولا أحد يستطيع أن يحاسبهم على مخالفاتهم المستمرة، ولذلك يتم التلاعب بقوالب الثلج واستخدام مياه ملوثة يتم جلبها من النهر بشكل مباشر أو من الآبار المتواجدة على أطراف المدينة”.
وأضاف أن “زيادة معدل الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي سبب عبئاً إضافياً على مؤسسات الصحة الحكومية في المدينة التي تعاني هي أصلاً من تدني في مستوى الخدمات وعدم قيام النظام بتقديم أي دعم لها، ما دفع عدد كبير من المواطنين لمراجعة العيادات الخاصة ذات التكاليف الباهضة التي لا يستطيع معظم الأهالي تحملها”.
والجدير بالذكر أن القطاع الصحي في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له، يعاني ضعفاً كبيراً في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بسبب الفساد الكبير المستشري بين موظفيها والإهمال المتعمد لها من قبل حكومة النظام وعدم تقديم أي دعم مادي لها، وارتفاع قيمة المعاينات داخل العيادات الخاصة، ما دفع عدد كبير من المواطنين للامتناع عن الذهاب إليها واستخدام العلاجات البديلة للتداوي كالأعشاب الطبيعية وغيرها.