تتعالى الأصوات من داخل مدينة السويداء جنوبي سوريا، للتحذير من مجهولين يستقلون سيارات سوداء ويرتكبون انتهاكات تحت جنح الظلام.
وتأتي تلك التحذيرات عقب الأخبار التي تتحدث عن حوادث متكررة بهدف الخطف، أبطالها أشخاص ملثمون يستقلون سيارة سوداء.
وفي التفاصيل، أفاد عدد من أبناء المدينة بتعرض شابة كانت مع أخيها لمحاولة خطف، وذلك أثناء عودتها من منزل أقارب لها جوالي الساعة الـ 11 ليلاً.
ونقل أبناء المدينة عن الشابة وأخيها قولهما إن سيارة سوداء بدون لوحات ظهرت فجأة وبدأت تتبعهما بشكل مثير للريبة، وعندما تمكنت السيارة من الاقتراب منهما ترجل منها شخصان ملثمان وحاولا اختطاف الشاب وشقيقته.
وأضافوا أن الشاب تمكن من مقاومة الشخصين الملثمين ولاذ هو وشقيقته بالفرار باتجاه المنازل القريبة، وعندما فشلت عملية الخطف أطلق الملثمان أعيرة نارية في الهواء لترهيب الشاب وشقيقته، وعندما خرج الأهالي على أصوات إطلاق النيران كان الخاطفين قد فروا باتجاه جهة مجهولة.
وأكد عدد من أبناء المدينة أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بل هي الثالثة التي تحصل بنفس الطريقة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وفق تعبيرهم.
وعقب تلك الحادثة، أعرب كثيرون من أبناء المدينة عن سخطهم الشديد من تلك الفوضى الأمنية وسط مطالبتهم بوضع حد نهائي للمجموعات والعصابات التي تمتهن الخطف والسلب، وفق كلامهم.
في حين رأى آخرون أن الوضع لم يعد يحتمل، مشيرين إلى أنه بات من الضروري على السكان حماية أنفسهم بنفسهم، إذا أن من يحمي تلك المجموعات غير قادر على حماية المدنيين، في إشارة إلى تآمر قوات أمن النظام مع هذه العصابات، وفق وجهة نظرهم.
وأرجع عدد من المتضررين من الفوضى الأمنية سبب ما يجري إلى الإدمان على المخدرات، وإلى غياب أي جهة رقابية أو ضابطة لما يجري من فلتان أمني.
ودفعت تلك الحالة الأمنية المتردية بكثيرين للخوف والخشية من الخروج ليلاً، خشية التعرض للخطف على يد العصابات مجهولة الهوية.
وتتزامن كل تلك الأحداث مع احتجاجات شعبية عارمة تنديداً بالواقع الاقتصادي المزري وغلاء الأسعار إضافة للتهميش الخدمي المتعمد، وسط غياب أي حلول جذرية تلوح في الأفق.
