العرض الأول للفيلم التركي “من أجل أخي في درعا” في بلدة الراعي السورية

Facebook
WhatsApp
Telegram

بدعوة من الجهة المنتجة للفيلم التركي السينمائي “من أجل أخي في درعا” تمَّ العرض الأول للفيلم في معبر الراعي السوري موقع منظمة (آفاد) يوم الأربعاء 10/4/2018على أن يعرض في دور السينما في 13 أبريل.

اختيار مكان العرض كان موفقاً لأنه أراد إرسال رسالة للعالم وللإعلاميين أن الفيلم صنع من أجل السوريين، وعرضه الأول على الأرض السورية، وأن الشعب التركي يقف دوماً مع إخوته السوريين.

الفلم وبإمكانياته الكبيرة التي رصدت له جاء بمثابة تحية لنضال الشعب السوري وثورته، وليرسل صناع الفيلم رسالة لكل العالم أن الشعب السوري ليس لوحده وأن الشعب التركي هو شقيقه ولن يتخلى عنه.

وانطلق الفيلم من عبارة بالغة الأهمية: “الناس لا يختارون طواعية أن يكونوا بلا أوطان”

يحاول الفيلم تجسيد معاناة السوريين قبل الثورة السورية والإبادة التي تعرضت لها مدينة حماة، وبعد قيام ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر، انتقلت الرغبة إلى أبناء مدينة درعا فكتبوا على الحيطان (إجاك الدور يا دكتور) في إشارة إلى القاتل (بشار الأسد)، كانت حادثة إقدام بعض الأطفال والفتية، على كتابة عبارات مناوئة للنظام مجرد عود ثقاب أشعل الحطب الذي ظل يتيبس منذ أكثر من أربعين عاماً حتى بات جاهزاً للاشتعال، فكانت فعلتهم الشرارة الأولى لاشتعال الثورة في سورية.

خرجت أول المظاهرات الصريحة في مناوئتها للنظام من درعا البلد يوم 18 من آذار/مارس عام 2011 للمطالبة بالإفراج عن الأطفال المعتقلين وعزل رئيس فرع الأمن السياسي “عاطف نجيب”، وهو قريب رئيس النظام، فتصدى لها الأمن برعونة، ليسقط أول شهيدين في الثورة وهما “محمود جوابرة وحسام عياش”، ولتتصاعد بعدها المظاهرات وتتحول إلى حدث يومي يسقط فيه المزيد من الشهداء، وتتحول عملية تشييعهم إلى مظاهرة جديدة يسقط فيها شهداء جدد، وهو ما أثار غضب ليس أبناء المحافظة فقط الذين تنادوا لـ “الفزعة” من كل بلدات وقرى حوران نصرة لإخوانهم في المدينة، بل في كل المدن السورية.

وما زاد في اتقاد جذوة الاحتجاجات، إقدام قوات الأمن فجر الأربعاء 23 مارس/آذار على اقتحام المسجد العمري، وقتل ستة من مئات المعتصمين داخله، وقتل آخرين خارج المسجد، ثم ليسقط عشرات الشهداء في اليوم التالي (24 آذار/مارس) خلال تشييع شهداء اليوم السابق.

وتابع الفيلم معاناة الأطفال بعد اعتقالهم من قبل المجرم “عاطف نجيب” والذي أراد من خلال تعذيبهم وتكسير أيديهم تأديب الشعب السوري وإذلاله كي لا يثور على نظام الأسد الديكتاتوري.

ويرصد الفيلم معاناة أهل درعا ووجهائها الذين توسطوا لدى عاطف نجيب كي يخرج أبناءهم وكيف أذلهم برده: “انسوا هؤلاء الأطفال وأنجبوا غيرهم وإذا لم تتمكنوا فاحضروا نساءكم كي نساعدكم في إنجاب أطفال آخرين”.

وجسد التفاصيل اليومية للأحداث المتلاحقة، ووقاحة النظام المجرم الذي تابع إهاناته لوجهاء درعا وشيوخها وشبابها، وانفجار الوضع وخروج المظاهرات المنددة باستبداد النظام والمطالبة بإخراج الأطفال من السجون.

وتابع الفيلم في تجسيد إجرام النظام وتكسيره لأصابع الأطفال وقتلهم، وتمثيلهم بجثة الطفل الشهيد “حمزة الخطيب” الذي تحول إلى إحدى أيقونات الثورة السورية، حيث اعتقل الخطيب قرب مساكن صيدا، خلال مشاركته في زحف أبناء بلدته الجيزة لنصرة أهل درعا، لتسلم جثته بعد فترة، وعليها آثار التعذيب والرصاص.

وبعد ذلك، التحقت بشكل أوسع مجمل المدن السورية بالحراك الشعبي في درعا، لتنتقل سخونة الأحداث إلى حمص واللاذقية وريف دمشق وبقية المناطق، ثم التحقت درعا بما طرأ على الحراك الثوري من تطورات، أي الاتجاه إلى العمل المسلح اعتباراً من نهاية الشهر السابع عام 2011 حين أعلن تشكيل الجيش السوري الحر.

الفلم أكد على استمرارية ثورة الشعب السوري حتى نيل حريته كاملة، وفي نهاية الفيلم تمَّت الإشارة إلى استشهاد أكثر من نصف مليون مدني سوري مع تدمير المدن والبلدات السورية وتهجير أكثر من سبعة ملايين سوري.

التحية والتقدير والامتنان للشعب التركي وللحكومة التركية ولصناع الفيلم الذين أثبتوا أنهم أخوة للشعب السوري وأن الألم واحد.

وقد التقيت بصناع الفيلم بعد انتهاء العرض في الراعي السورية، وأكدوا على مواصلتهم تجسيد أعمال سينمائية أخرى تجسد معاناة الشعب السوري، وأشرت إليهم إلى أهمية وجود ممثلين سوريين وكاتب سيناريو سوري لكي يجسد حقيقة معاناة شعبنا، وأن السوريين هم الأقدر على إيصال مشاعرهم ومعاناتهم بصدق، وفي الختام رشحت لهم أسماء (عبد الحكيم قطيفان – نعمان حاج بكري – مي سكاف) وأعلنوا عن إطلاق ورشة لإنتاج الفيلم القادم.

الفيلم من إنتاج: خالص جاهد كورتلو

القصة والسيناريو: خالص جاهد كورتلو مع ثلاثة آخرين من كتاب السيناريو بالإضافة إلى استعانتهم بعدد من السوريين في توثيق الأحداث.

الإخراج: مراد أنبول
أبرز الممثلين المشاركين: إلكير كزماز- بيرنا كورال تورك – جيم أوجان- صفا تابور- فاتح أمين أوغلو

مقالات ذات صلة