حذّر محللون ومراقبون من سيناريوهات ومخططات وصفوها بـ “الخبيثة”، قد يلجأ إليها النظام السوري لإسكات أصوات المتظاهرين ضده في عدد من المحافظات السوري وعلى رأسها درعا والسويداء.
ولفت ناشطون إلى أن النظام يحاول التظاهر بأنه مستوعب للتظاهرات المناهضة له ولحكمه في السويداء ودرعا، وقد أعطى الأوامر لقواته الأمنية بعدم التدخل خلال هذه الفترة وخصوصا في السويداء.
وحول ذلك، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لمنصة SY24، إنه يمكن القول إن هناك أربعة سيناريوهات قد يلجأ إليها النظام كل واحد على حدى، أو يزامن بين اثنين أو أكثر منها لإسكات الأصوات في السويداء على وجه الخصوص.
وأضاف، أن أول هذه السيناريوهات هو محاولة توظيف مسؤولين من الطائفة في النظام للتوسط لدى مشايخ العقل وخاصة الهجري الذي أيد الحراك في السويداء، لإقناع الناس بالرجوع.
أمّا السيناريو الثاني هو ترك المدينة تتظاهر دون تقديم أي حلول لإصابة الناس بالملل، خاصة أن الموقف الدولي والدول الفاعلة في المسألة السورية لا يزال خجول ولا يواكب الحراك والمطالب.
وبالنسبة للسيناريو الثالث، فرأى حوراني أنه يمكن للنظام أن يلجأ إلى إحداث فتنة من خلال دفع عملائه في المحافظة لتنفيذ تفجيرات واغتيالات، وبالتالي تقاذف التهم وتحميل المسؤولية بين أبناء المدينة الواحدة.
وآخر السيناريوهات، هو منح المدينة بعض الامتيازات الوقتية لامتصاص الحراك وغضب الشارع، حسب حوراني.
ولليوم السابع على التوالي، تستمر المظاهرات والوقفات في عموم السويداء للمطالبة بإسقاط النظام وتطبيق القرار الدولي 2254، إضافة للتنديد بالواقع الاقتصادي المتردي خصوصا بعد رفع النظام أسعار المحروقات ورفع الدعم عن كثير من المواد والسلع الرئيسية للمواطن.
وكان الخبير الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة، تحدث عن مخطط يسعى له النظام بالتآمر مع إيران وروسيا، مشيرا إلى أنه “تم نشر 200 عنصر من ميليشيا إيرانية جميعهم من الأفغان والعراقيين في بادية السويداء الشرقية ضمن 15 نقطة انتشار، بعد أن دربتهم قيادات حرس ثوري إيراني في اللواء 129، مركز قيادة عملياتهم في سد الزلف، ودعمهم اللوجستي من الأمن العسكري، في حين أن مقر العمليات والاتصالات في جبل مكحول، وقد أضيف لهم حوالي 200 شخص من بدو المنطقة”، محذراً من أن “إيران وروسيا والنظام سيلعبون هناك لعبة داعش”.
وأمس الجمعة، خرج عموم الشمال السوري بمظاهرات حاشدة نصرة للسويداء ودرعا، وللمطالبة برحيل النظام السوري وإيجاد حل للمأساة السورية المستمرة منذ 12 عاما.
ولاقى الحراك الشعبي في الجنوب السوري وصولا إلى الشمال، ترحيبا واسعا من سوريين خارج سوريا، إضافة للردود الدولية التي أعلنت تضامنها مع السوريين في انتفاضتهم في وجه النظام السوري من جديد.