بعد مضي ست سنوات على تحرير دوار النعيم الذي حوله تنظيم داعش إلى “ساحة للرجم والقتل” إبّان سيطرته على مدينة الرقة بحسب أبنائها، يعود الدوار مجددا ليكون ملتقى للعشاق والأصدقاء والأحباب.
يقع دوار النعيم وسط مدينة الرقة، ويلاحظ بقربه وما حوله الكثير من المقاهي والمتاجر، وتتفرع منه طرق رئيسية عدة.
أحمد الحمود شاب عشريني من أبناء الرقة قال لمنصة SY24: “أثناء سيطرة داعش على الرقة لم أكن أتجرأ على لقاء من أحب بل كنا نكتفي بالمكالمات الهاتفية أو على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب عقوباتهم الوحشية “.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، خسر داعش مدينة الرقة إثر معارك مع قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي، فكان الدوار أشبه بساحة ترابية فارغة يحيطها الدمار من كل حدب وصوب.
أما اليوم فهو ساحة واسعة تنيرها ليلاً الأضواء الملونة وتتوسطها نافورة، كما تزنرها قناطر حجرية فوق أحواض مليئة بالمياه.
وفي وسط الدوار يركض الأطفال بين المقاعد، ويتبادل الرجال والنساء الأحاديث ويلتقطون صوراً تذكارية لهم.
من جهتها، زهرة خليل من سكان مدينة الرقة والتي تواظب على التوجه مع أطفالها إلى دوار النعيم من أجل التسلية والجلوس مع جيرانها، قالت لمنصة SY2: “تحوّل دوار النعيم من جحيم إلى جنة، وبات مكانا مخصصا للعائلات التي تصطحب أطفالها معها”.
أمّا صالح خليل وهو سائق تكسي (أجرة)، أكد لمنصة SY24 أنه كان يتجنب المرور بالقرب من الدوار.
وتابع قائلاً: “كنا نخاف من المرور ففي كل مرة كنا نرى الرؤوس معلقة أو نشاهد عناصر التنظيم وهم يعذبون أحد المعتقلين”.
وزاد قائلاً: “يذكرني هذا الدوار بالمأساة التي عشناها حيث كانت تباع الفتيات والنساء الأيزيديات اللواتي تم أسرهن وسوقهن من العراق على أنهن (سبايا) حرب”.
الجدير ذكره أنه خلال سيطرة التنظيم على الرقة التي شكلت معقله الأبرز في سوريا بين العامين 2014 و 2017، استبدل السكان اسم “دوار النعيم” بـ “دوار الجحيم”، بعدما اتخذ منه التنظيم مكانا لتنفيذ عقوباته الوحشية من قطع أطراف السارقين إلى تنفيذ إعدامات وعمليات صلب بشكل علني لترهيب السكان، وفق ما استذكر عدد من سكان مدينة الرقة.