كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم عن مقتل 97 مدنياً بينهم 22 طفل، و3 سيدات و10 أشخاص بسبب التعذيب في سوريا خلال شهر آب لعام 2023، كما حصدت الهجرة غير النظامية عدداً من الضحايا بلغت نسبتهم 15 بالمئة من ضحايا آب، حسب ما رصدته منصة SY24.
وأشار التقرير إلى أن النظام لم يسجل مئات آلاف المواطنين الذين قتلهم منذ آذار 2011 ضمن سجلات الوفيات في السجل المدني،
وأنه تحكم بشكل متوحش بإصدار شهادات الوفاة، بحيث لم يتاح لجميع أهالي الضحايا الذين قتلوا سواء على يد النظام السوري أو على يد بقية الأطراف، ولا لأهالي المفقودين والمختفين قسرياً، من الحصول عليها، واكتفى بإعطاء شهادات وفاة لمن تنطبق عليه معايير يحددها النظام السوري وأجهزته الأمنية.
على خلفية ذلك، لم تتمكن الغالبية العظمى من الأهالي على الحصول على شهادات وفيات، خوفاً من ربط اسمهم باسم شخص كان معتقلاً لدى النظام السوري وقتل تحت التعذيب، وهذا يعني أنه معارض للنظام السوري، فضلا عن أن قسماً كبيراً من ذوي الضحايا تشردوا قسرياً خارج مناطق سيطرة النظام السوري.
وأكد التقرير أن النظام السوري قتل 17 مدنياً بينهم 5 أطفال، فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية 15 مدنياً بينهم 1 سيدة، وقتلت قوات التحالف الدولي مدني واحد بينما قتلت جميع (فصائل المعارضة) المسلحة “الجيش الوطني” 3 مدنيين.
وقال التقرير إن القوات الروسية قتلت 5 مدنيين بينهم طفلين وامرأة، كما قتل 52 مدنياً بينهم 14 طفلاً على يد جهات أخرى. كذلك وثق التقرير مقتل واحد من الكوادر الإعلامية.
وفي التفاصيل التي اطلعت عليها منصة SY24 فقد تصدرت محافظة درعا بقية المحافظات في عدد القتلى، بنسبة تقارب 24 % من حصيلة الضحايا الموثقة في آب، والذين قضوا على يد جهات أخرى، ثم تلتها محافظة دير الزور بنسبة تقارب 21 %، ومن ثم محافظة حلب بنسبة تقارب 17 % من حصيلة الضحايا في آب.
وفي سياق متصل، فقد شهد آب استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة من سوريا، حيث وثق مقتل 5 مدنيين وهم 1 رجل و4 أطفال، لتصبح حصيلة الضحايا بسبب الألغام منذ بداية عام 2023، 96 مدنياً بينهم 24 طفلاً و8 سيدات.
وعلى الجانب الآخر فقد وثَّق التقرير مقتل 10 أشخاص بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة خلال شهر آب الماضي، بحيث بلغت نسبة ضحايا التعذيب على يد قوات النظام السوري ما يقارب 45 بالمئة مقارنةً بالمجموع الكلي لضحايا التعذيب على يد جميع أطراف النزاع والقوى المسيطرة في عام 2023.
وبهذا يكون شهر آب الأعلى حصيلة للضحايا بسبب التعذيب خلال عام 2023 حيث بلغت نسبة ضحاياه 30 بالمئة مقارنةً بالمجموع الكلي لضحايا التعذيب.
على خلفية ذلك طالب التَّقرير من مجلس الأمن اتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، كذلك أوصى جميع أطراف النزاع بتقديم خرائط تفصيلية بالمواقع التي قامت بزراعة الألغام فيها، وبشكل خاص المواقع المدنية أو القريبة من التجمعات السكنية.
