في اليوم الأول للموسم الدراسي لهذا العام، فضلت الشابة “علا” 16 عاماً الذهاب إلى دورة تعليم الحلاقة النسائية في حارتها بمدينة برزة بدمشق بدلاً من الالتحاق بالصف العاشر بمدرستها، بعد أن أصبحت تكاليف التعليم خارج قدرة عائلتها التي رغبت بتعليم ابنتهم مهنة ما تعيينها في حياتها بدلاً من المدرسة.
عائلات كثيرة كحال عائلة “علا” لم تتمكن من تعليم أبنائها بسبب ارتفاع تكاليف التعليم والمستلزمات المدرسية أضعاف ما كانت عليه العام الماضي، وباتوا عاجزين عن توفير أبسط احتياجاتهم اليومية، ما دفع عدد منهم إلى تسرب المدرسي والالتحاق بأعمال مختلفة تؤمن لهم مصدر رزق بدلاً من دفع التكاليف الباهظة في التعليم حسب قول من تحدثنا إليهم.
وكانت مديرية التعليم قد حددت الدوام الفعلي للعام الدراسي 2023 أمس الأحد 2 أيلول الجاري، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها المواطنين، وذكرت وزارة التربية أن حوالي 3 ملايين و700 طالب مدرسي التحقوا بأكثر من 14505 مدرسة موزعة على المحافظات السورية.
وفي ذات السياق رصدت منصة SY24 أسعار القرطاسية لهذا الموسم إذ بلغت تكلفة تجهيز الطالب الواحد قرابة نصف مليون ليرة سوري وهو ما يفوق راتب الموظف بثلاثة أضعاف تقريباً.
حيث ارتفعت أسعار القرطاسية بشكل ملحوظ، وتفاوتت الأسعار حسب الجودة والحجم، فيبدأ سعر الدفاتر 3000 _ 6500 ليرة سورية حسب عدد الصفحات، بالمقابل سجلت أسعار الحقائب المدرسية ما بين 60 ألف وصولاً إلى 200 ألف ليرة سورية، وكذلك زادت أسعار الملابس المدرسية وتفاوت بين المرحلة الابتدائية والمراحل الأخرى، إذ وصل سعر (الصدرية) إلى 80 ألف ليرة، ولباس المرحلتين الإعدادية والثانوية تراوح ما بين 150 _ 200 ألف ليرة سورية.
من الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) أقرت في تقرير لها أن الحرب في سوريا كان لها أثر مدمر على تعليم الأطفال، وأثرت على 2 مليون و400 ألف طفل، كانوا قد تسربوا من المدارس، فيما يواجه قرابة مليون و600 ألف طفل خطر ترك التعليم.
