مستشفى الأسد الحكومي في مدينة ديرالزور يعاني من نقص شديد في المعدات والأجهزة الطبية والأدوية الحيوية، مما أسفر عن ارتفاع حالات الوفاة بسبب نقص الرعاية وتقديم الخدمات الصحية الضرورية، هذا الوضع أثار استياء السكان ودفعهم لتقديم شكاوى ضد إدارة المشفى دون الحصول على أي رد من الجهات المسؤولة.
الأهالي في دير الزور اتهموا إدارة وموظفي المستشفى بسرقة المعدات الطبية والأدوية التي يجب تقديمها مجانًا للمراجعين في العيادات المجانية وحالات الإسعاف الحرجة، يُزعم أنهم يبيعون هذه المعدات خارج المشفى بمبالغ كبيرة أو ينقلونها إلى مناطق تحت سيطرة “قسد” في ريف دير الزور لبيعها هناك.
وأكد مراسل SY24 في دير الزور، أن عمليات سرقة المعدات الطبية من المشافي الحكومية تتم بشكل منتظم بالتعاون بين إدارة وموظفي مستشفى “أسد” وجهات أخرى متورطة في التموين وإدارة الرقابة والتفتيش وقادة في ميليشيا الدفاع الوطني، وذلك بدعم كامل من ضباط فرع الأمن العسكري.
ونقل المراسل عن مصادر داخل المشفى، أن عمليات السرقة تتم بشكل يشبه القانونية، حيث يقدم موظفو المشفى فواتير كاذبة تشير إلى كميات أكبر من الأدوية والمعدات الطبية مما تم استخدامه في الواقع، كما يتم ادعاء وجود كميات كبيرة من الأدوية منتهية الصلاحية تحتاج إلى التخلص منها فورًا، وتعيين لجنة خاصة لإجراء عمليات “تخلص وهمية” بالتنسيق مع إدارة المشفى.
“ماهر” هو اسم مستعار لأحد أهالي مدينة دير الزور، وذكر أنه اضطر إلى إجراء عملية تثبيت لكسر مزدوج في ساقه بسبب حادث دراجة نارية تعرض له منذ عدة أسابيع، تم تركيب دعامة بلاتينية وجهاز تثبيت خارجي لديه في إحدى المستشفيات الخاصة بالمدينة، بسبب عدم استقبال المستشفى الحكومي له بسبب عدم توفر أجهزة تثبيت كسور فيه، وفقًا لما قاله.
وأثناء حديثه مع SY24، قال: “بعد تعرضي لحادث دراجة نارية في شارع الوادي، تم نقلي إلى مستشفى الأسد في حالة إسعافية، لكن المشفى طلب من عائلتي نقلي بسرعة إلى أحد المستشفيات الخاصة والاتصال بطبيب معين لإجراء العملية بأقرب وقت بسبب عدم توافر أجهزة تثبيت كسور داخل المشفى”.
وأضاف ‘اضطررنا حينها لإجراء العملية في المستشفى الخاص، وتكلفت أكثر من 7 ملايين ليرة سورية، قمنا بتجميع المبلغ من جميع أفراد العائلة، بالإضافة إلى ذلك، استمرينا في شراء الأدوية اللازمة من الصيدليات الخاصة بسبب رفض المستشفى الحكومي تقديم الدواء مجانًا لي بحجة إجراء العملية في مستشفى خاص”.
“يجدر بالذكر أن القطاع الصحي في مدينة دير الزور، التي تخضع لسيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، يعاني من نقص شديد في الخدمات الصحية مع غياب واضح للكادر الطبي المختص، نتيجة لتوجه معظمهم للهجرة خارج البلاد بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية والمعيشية الصعبة، وتعرضهم للاعتقال أو الابتزاز من قبل الأجهزة الأمنية والميليشيات المسلحة التابعة للنظام في المدينة.