شهدت مدينة ديرالزور في السنوات الأخيرة عودة العديد من المهن والصناعات التقليدية المندثرة إلى الواجهة مجددًا. يبدو أن السبب وراء هذه العودة يعود إلى انعدام المواد الأساسية وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى ضعف الخدمات المقدمة في المدينة، وهذا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه السكان.
مراسل SY24 في ديرالزور أشار إلى ظهور العديد من المهن الصناعية والتجارية التي غابت لسنوات عن السوق المحلية، مثل صناعة وإصلاح وبيع “بابور الكاز”، والفوانيس المستخدمة للإنارة ومكانس القش ومدافئ الحطب والفحم، وغيرها من المهن التقليدية التي اندثرت منذ أكثر من عقدين من الزمن.
المهن القديمة تشهد إقبالًا كبيرًا من قبل الأهالي، الذين باتوا يعتمدون عليها بشكل كامل نظرًا لصعوبة الحصول على أسطوانات الغاز بأسعار معقولة والفساد المنتشر في مؤسسات النظام.
“مها العلي”، سيدة في الأربعين من حي القصور بدير الزور، أكدت أن عائلتها باتت تعتمد بشكل كبير على بابور الكاز في الطهي بسبب صعوبة الحصول على أسطوانات الغاز بأسعار معقولة نتيجة الفساد.
إضافة إلى ذلك، هناك تزايد في حوادث الإصابات والوفيات المتعلقة بالاستخدام الخاطئ لـ “بابور الكاز” ومدافئ الحطب والفحم، مما دفع الناشطين إلى توجيه تحذيرات بضرورة استخدام هذه الأدوات بحذر وصيانتها بانتظام وضمان توفير تهوية جيدة عند الاستخدام.
مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والروسية في مدينة ديرالزور تعاني من نقص شديد في المحروقات وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي، مما اضطر الأهالي إلى العودة إلى الأدوات التراثية القديمة بالرغم من التحديات والأخطار التي قد تنجم عن ذلك.
