ظاهرة طرد العوائل واستحواذهم على منازلهم تتصدر واجهة الأحداث في الغوطة الشرقية، على الرغم من أنها مستمرة منذ مدة طويلة إلا أنها بلغت ذروتها في الفترة الأخيرة حسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها الدورية.
ومن ضمن سلسلة الانتهاكات التي رصدتها المنصة، تم استيلاء على العديد من منازل المدنيين بحجج متعددة، منها أن صاحب العقار يُطلب للتحقيق من قبل النظام، أو أنه قام بالهجرة من المنطقة، مما يشير إلى الاستياء الذي يمكن أن يشعر به النظام تجاه أهالي الغوطة بسبب مواقفهم الصلبة خلال سنوات الحصار وخروجهم من نفوذه.
وفي أحدث التطورات التي أكدها المراسل، أن دورية تابعة لقوات “الحرس الجمهوري” التابع لقوات النظام قامت بطرد إحدى العائلات من منزلها على أطراف بلدة “عين ترما” في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
موقع المنزل القريب من مسجد “النور” جعله محط اهتمام الميليشيا، حيث قام أفرادها بطرد العائلة وقرروا تحويله إلى مقر عسكري لهم ونقطة تفتيش في المنطقة.
بناءً على ذلك، قاموا بإلقاء أثاث المنزل وممتلكات العائلة في الشارع، وبدأوا في نقل معداتهم وأسلحتهم إلى المكان، وقاموا بإقامة حواجز ترابية داخل المنزل.
وأوضح مراسلنا أن العائلة كانت تعيش في المنزل بإذن رسمي من قبل صاحب الملكية الأصلي، الذي يعتبر أحد أقرباءهم، وبالرغم من محاولات العائلة الجادة لإقناع المسؤولين بعدم طردهم بسبب عدم توافر أي مأوى آخر في ظل ارتفاع تكاليف الإيجار في المنطقة، إلا أن تلك المحاولات قوبلت بالرفض والتهديد بالاعتقال في حال عادوا للمنزل مرة أخرى.
يجدر بالذكر أن انتهاكات قوات النظام والميليشيات الإيرانية وسلب الناس أموالهم وممتلكاتهم، وملاحقتهم على لقمة عيشهم، هي سياسة مستمرة منذ سيطرتهم على المناطق السكنية، وقاموا بتهجير سكانها واعتقال العديد منهم، حيث تم رصد العديد من الحالات المماثلة في تقارير سابقة من منصة SY24 في مناطق متعددة، وتظهر هذه الممارسات زيادة تدريجية في ظل التشدد الأمني الذي تشهده معظم بلدات ومدن دمشق ومحيطها.