أكثر من شهر ونصف على توقف منظمات إنسانية عن دعم مادة الخبز للعائلات في مخيمات شمال غربي سوريا، بعد رفع الدعم عن الخبز المجاني الموزع في المخيمات، إثر قرار توقف الإغاثة الأممية، فضلاً عن توقف السلة الغذائية منذ عدة أشهر، ما زاد من معاناة قاطني المخيمات، ولا سيما أن معظمهم من النازحين والمهجرين.
وحسب ما رصدته منصة SY24 فقد أدى توقف دعم مادة الخبز الأساسية التي هي (عصب الحياة) حسب قول الأهالي، عن أكثر من مئة مخيم، كانت تزودها بشكل مجاني إلى انقطاع تزويد الخبز عن أكثر من 25 ألف عائلة، وسط ظروف معيشية واقتصادية متردية وقلة فرص العمل وتدني مستوى الدخل لغالبية السكان في الشمال السوري.
وفي ذات السياق، تحتاج “أم عباس” 45 عاماً، مقيمة في مخيمات كفر لوسين شمال إدلب إلى أربع “ربطات” من الخبز يومياً لعائلتها المؤلفة من 8 أشخاص، بمبلغ أربعين ليرة تركية، تقول إنها “منذ توقف الدعم عن المخيم تدفع قرابة 1200 ليرة تركية شهرياً ثمن الخبز فقط، أي ما يعادل قرابة خمسين دولار، ناهيك عن تأمين باقي مستلزمات عائلتها، ما جعلها تتخلى عن كثير من الاحتياجات في سبيل تأمين لقمة الخبز لأطفالها”.
كذلك يقول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم إن قاطني المخيمات يعانون من فقر شديد، وانقطاع الدعم بهذا الشكل قد يتسبب بأزمة إنسانية كبيرة بدأت معالمها تتكشف فور توقف الدعم، إضافة إلى تقليص حجم المساعدات الأخرى وتوقف إمدادهم بالسلة الغذائية الأيام.
أم عباس، واحدة من مئات آلاف العوائل المتضررة من قرارات توقف الإغاثة الأممية وانقطاع دعم الخبز عن مخيمات الشمال السوري، في ظل أوضاعٍ معيشية قاسية يعانيها معظم النازحين، الذين باتوا غير قادرين على شراء الخبز يومياً من الأفران، إذ يبلغ سعر الربطة الواحدة 5 ليرات تركية، وهو سعر قابل للزيادة بين الحين والآخر مع تقليص وزن الخبز بقرار رسمي من حكومة الإنقاذ دون مراعاة الحالة المعيشية لمعظم سكان المنطقة.
يحذر ناشطون من تردي الوضع أكثر في الأشهر القادمة، فلا فرص عمل قد تستوعب البطالة الموجودة ، أو حلول تلوح بالافق لتلافي مسألة توقف الدعم، من قبل المعنيين في المنطقة مع عجز واضح من قبل حكومة الإنقاذ عن دعم مادة الخبز أو تقليل سعر الربطة رغم تحكمها المعابر التجارية.
ودعا الأهالي من خلال منصة SY24 جميع المنظمات الإنسانية إلى العمل على توفير الدعم اللازم للمخيمات، والضغط على الدول المعنية بالملف والإغاثي بالتحرك الفعلي لمساعدة المنطقة، وكان فريق “استجابة سوريا” قد أشار في تقريره عن الوضع إلى أن أكثر من 93% من المخيّمات الموجودة في شمال سوريا تعاني من قلة الخبز وارتفاع أسعاره.