تحول الطفل “حسن دياب” الذي أحضرته روسيا مع عائلته من سوريا إلى مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، لدحض مزاعم شن هجوم كيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، من شاهد على براءة النظام إلى دليل جديد يؤكد ارتكابه الجريمة، وذلك من خلال التناقض الواضح بين روايته في لاهاي، ورواية سابقة له عرضتها قناة “روسيا اليوم” من داخل الغوطة.
ففي الرواية التي أدلى بها في لاهاي، أكد “حسن” البالغ من العمر 11 عاماً، أنه كان مع عائلته في القبو عندما سمعوا نداء يطالبهم بالتوجه إلى النقطة الطبية، فتوجهوا فورا للنقطة عبر النفق، بينما قال في تقرير مصور أعدته “روسيا اليوم” إنهم كانوا في “الحارة” وسمعوا نداءات اذهبوا للنقطة الطبية، ثم جاءت بعدها سيارة الهلال الأحمر وأقلتهم للنقطة.
وفي نفس السياق، كشفت منصة “تيلي أورينت” التضارب في حديث الأطباء الذين أحضرتهم روسيا إلى لاهاي ليؤكدوا أن الهجوم الكيماوي على دوما “مجرد تمثيلية”، حيث ادعى الأطباء أن أشخاصا ملثمين دخلوا إلى مشفى دوما وقاموا بنزع ملابس الأطفال ورش الماء عليهم، ثم بدأوا يصرخون كيماوي كيماوي.
وبينّت المنصة التناقض بين الشهادة التي قدمها الأطباء وتصريحات المتحدث الروسي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حيث أكد الأطباء أنه لم يتم استخدام أي سلاح كيماوي في دوما، بينما تحدث ممثل روسيا عن اكتشاف مختبرات لإنتاج المواد الكيماوية في دوما واستخدامها من قبل من وصفهم بالإرهابيين.
وكانت روسيا جلبت أكثر من 12 مدنياً قالت إنهم من الغوطة الشرقية إلى مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “الخميس” لدعم مزاعم عدم شن هجوم كيماوي على مدينة دوما.
ورفضت بريطانيا الخطوة، واصفةً إياها بأنها مسرحية وقالت إن دول الحلفاء، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة، قاطعت جلسة الإفادة المغلقة، كما قال مبعوث بريطانيا إلى المنظمة “بيتر ويلسونة” في بيان “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليست مسرحاً”.
وأضاف “قرار روسيا إساءة استغلال المنظمة محاولة روسية أخرى لتقويض عملها، لا سيما عمل بعثتها لتقصي الحقائق التي تحقق في استخدام الأسلحة الكيماوية داخل سوريا”.
وقال السفير الروسي لدى هولندا، إن الفيديو “لفقته الخوذ البيضاء وهي مجموعة إغاثة سورية تتلقى تمويلاً من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى”.
من جانبه، وصف مبعوث فرنسا إلى المنظمة “فيليب لاليو” عرض السوريين في لاهاي بأنه “مكشوف”، وأوضح بحديث مع رويترز “لا يعتبر هذا الأمر مفاجئا من قبل نظام الأسد الذي ارتكب مجازر بحق شعبه وقتلهم بالغاز خلال السنوات السبع الماضية”.