انتشرت يوم أمس ظاهرة بيع المواد الإغاثية سواء الغذائية أو مواد التنظيف والأدوات المنزلية، التي من المفترض أنها من نصيب الفقراء ومتضرري الزلزال من أهالي محافظة حلب.
وأفادت الأنباء الواردة من مناطق النظام، حسب ما رصدته منصة SY24 وجود عشرات المواد الغذائية على البسطات في الأسواق والطرقات العامة، وأغلبها مواد إغاثية خط عليها عبارة “غير مخصصة للبيع” في إشارة إلى كونها مخصصة بالمجان للفقراء والمحتاجين.
وتداولت مواقع محلية مقاطع فيديو تظهر أكياس من مادة الأرز بكميات كبيرة من ماركة “بسمتي” منه بوزن 10 كيلو غرام، ومنه ما يصل وزنه حيث يباع كيلو بسعر أرخص بكثير من سعر السوق والذي يصل إلى 33 ألف ليرة سورية، بينما يباع بأقل من نصف السعر في البسطات لايتجاوز سعره 17 ألفاً و500 ليرة سوري.
وفي ذات السياق ينكر النظام وجود مواد إغاثية يتم بيعها، كما ينفي أن تكون المحافظة قد تسلمت أيا من الأصناف المعروضة للبيع في الشوارع، بالوقت الذي أكدت فيه مصادر محلية أن المساعدات المقدمة من الدول إلى النظام السوري وصلت إلى أيدي المسؤولين والتجار واللصوص من شبيحة النظام وقواته المتحكمين بجميع الأمور، وأصبحت سلعاً تجارية مغرية، يتم عرضها للبيع في الشوراع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بغرف بيع المستعمل.
كذلك زعمت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك مكافحة هذه الظاهرة بتسيير دوريات خاصة لإلقاء القبض على الباعة، إلا أن معظم يتمكنون من الهرب عند رؤية الدوريات، وغالباً ما يتم وصف تلك المواد في الضبوط بأنها “بضائع مجهولة المصدر”.
وبعد كارثة الزلزال في السادس من شباط الماضي رصدت منصة SY24 وجود تمور ومواد غذائية، وأغطية وبطانيات، صنعت في الإمارات ودول أخرى، تباع على البسطات في شوارع مناطق النظام، بدلاً من أن تصل لأيدي المتضررين من الأهالي في المناطق التي ضربها الزلزال.
تحدث عدد من متضرري الزلزال على مواقع التواصل الاجتماعي، المتنفس الوحيد للتعبير عن وضعهم في ظل القبضة الأمنية، أنه تم استبدال المعونات المخصصة للمساعدات التي يتم توزيعها في مراكز الإيواء والمدارس والمساجد بأخرى محلية رديئة الصنع، ومنها ماهو مستعمل وقديم مثل الأغطية و(الحرامات) بعد انتهاء التصوير، فضلاً عن سرقة كامل محتوى عدد من المساعدات واختفائها بشكل فوري.
وفي وقت سابق، كانت قد وصلت معونات من قبل “الهلال الأحمر” تحوي مواد غذائية وأغطية، ومياه معدنية، وفيتامينات، إلى ملعب (نادي جبلة) الرياضي، تم تسليمها إلى جهة حكومية، وفور مغادرة الهلال الأحمر، أعيدت المعونات إلى سياراتهم، واستبدلت ببطانيات مستعملة، وربطة خبز وأربع بيضات لكل عائلة.
يذكر أن هناك بعض الدراسات والتقارير الصحفية آخرها صدر قبل عدة أشهر عن معهد (نيولاينز) الأمريكي، أثبتت أن مساعدات الأمم المتحدة التي تذهب إلى مناطق النظام ، 90 بالمئة منها نهبته أجهزة مخابراته الأمنية والعسكرية.