يستمر الحراك الشعبي في السويداء جنوبي السويداء بلفت الانتباه، كونه حراكاً سلميا يتضمن الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تستفز النظام السوري وأجهزته الأمنية، وفق ناشطين من أبناء المحافظة.
وبعيدا عن التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تتصدر المشهد، تحدث ناشطون عن مجموعة من الشبان يُطلق عليهم اسم “حراس ساحة الكرامة”.
وتحدثت شبكة “الراصد” التي تنقل أخبار السويداء أن هؤلاء الشبان يعملون بشكل تطوعي وبعيداً عن الإعلام، على حراسة ساحة “الكرامة” وسط مدينة السويداء.
ويبقى عدد من الشبان طوال الليل منذ بداية الاحتجاجات السلمية في ساحة “الكرامة’ وحولها حتى صباح اليوم التالي، وفق الشبكة ذاتها.
ويؤكد حراس ساحة الكرامة، أن هذه المهمة الطوعية هي تشريف لهم، وهي لبث الراحة والطمأنينة للقادمين إلى الساحة، فالحرية تستحق التضحية، وفق تعبيرهم.
ولاقت هذه المهمة التطوعية إشادات واسعة من أبناء السويداء، إذ عبّر عدد منهم عن إعجابهم بالقول “هؤلاء الشباب هم أبطال الثورة الذين يستحقون كل الكرامة”، وأضاف آخرون تعبيرا عن هذا الإعجاب بالقول “طوبى لمن يضحي بحقوقه لتحصيل حقوق المجتمع”.
ووجّه سوريون من خارج سوريا رسالة للمتظاهرين في ساحة الكرامة جاء فيها ” قلوبنا معكم يا شباب السويداء.. السوريون في شتى أصقاع العالم، يعولون اليوم على وقفتكم، للخلاص من نظام الاستبداد والإجرام”.
وحول ذلك قالت الناشطة راوية الشاعر من مدينة السويداء لمنصة SY24، إن هؤلاء الشباب أخذوا عهدا على أنفسهم وبشكل تطوعي لحماية ساحة الكرامة من أي تدخل أو اعتداء من الممكن أن تتعرض له من النظام وأذرعه والتسبب بالأذى للمحتجين.
وأضافت، أن هذا الأمر لم يأتِ من فراغ بل هو حصيلة تجارب من بداية الثورة السورية حتى تاريخ هذه اللحظات، أي التجارب التي مرّت بها المحافظات السورية وكيف تعامل معها النظام بأساليب مختلفة، ومن هنا ومن انتفاضتنا الشعبية المستمرة منذ نحو شهر أخذنا حصيلة هذه التجارب ونحاول قدر الإمكان تجنب أي موقف من الممكن أن يجرنا إليه النظام، الذي نعرف تعامله وعقليته الأمنية في التعامل مع هكذا احتجاجات، خاصة وأننا دخلنا في طريق يستحيل فيه العودة إلى الوراء، ولذلك هؤلاء الشباب هم الحامي من خلف الكواليس لهذا الحراك، وأوجه لهم كل التحية والشكر على هذا التطوع وهذه الجهود.
وشهدت ساحة الكرامة، أمس الجمعة، توافدا ملحوظاً للمحتجين هو الأكبر منذ انطلاق الاحتجاجات والحراك الشعبي قبل نحو شهر تقريباً، حيث تعالت الصيحات والهتافات المطالبة بالتغيير السياسي في البلاد، والمؤكدة أن حراك السويداء هو حراك سلمي حضاري.