سوء الوضع الخدمي في بلدات جنوب دمشق زاد من معاناة الأهالي في المنطقة، ولاسيما بالنسبة لحالة الطرقات العامة، الرئيسية والفرعية منها، والسبب الأول هو إهمال مؤسسات النظام والمجالس المحلية لها، حيث أصبحت الطرقات المعبدة بشكل جيد حلماً للأهالي، حسب ما رصدته منصة SY24.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن معظم الطرقات مدمرة بنسبة كبيرة جراء القصف السابق، ولاسيما في بلدتي، “حجيرة” و”بيت سحم”، إذ تنتشر الحفر في جميع الطرقات، إضافة إلى عدم وجود أغطية لحفر الصرف الصحي، والتي تشكل خطراً على المارة ولاسيما الأطفال وكبار السن، وسط تهاون واضح من قبل المعنيين في مجالس البلديات.
وفي المقابل، زعمت البلدية تنفيذ مشاريع في المنطقة، إلا أنها كانت قليلة وغير كافية لصيانة الطرقات، في حين أن الفساد وسرقة المواد المخصصة لإصلاحها واللعب بمواصفاتها من خلال استبدال المواد اللازمة بأخرى أرخص منها، هو السبب الرئيسي لبقاء الطرقات على حالها.
وأشار المراسل، أن جميع المشاريع التي نفذت لم تحمل صفة إصلاح الطرقات بالكامل، أو مدها بالإسفلت، بل اقتصرت على بعض الحفريات وإزالة بعض الحجارة والأوساخ منها، وفي كل مرة لا يتم إكمال العمل للنهاية.
إذ زادت هذه الظاهرة من معاناة الأهالي، وساهمت في تعطل سياراتهم، و دراجاتهم النارية، بسبب وجود الحفريات، والسير عليها يومياً، فضلاً عن تسجيل عدة حوادث وقوع في الحفر وإصابة عدد من الأهالي خاصة كبار السن.
وذكر أحد أبناء بلدة “حجيرة” لمراسلنا، أنه يقوم بصيانة دراجته النارية أكثر من عشر مرات شهرياً، بسبب سوء الطرقات، ووجود الحفر التي تؤدي إلى زيادة أعطال جميع المركبات والسيارات والدراجات.
وكعادة المجالس المحلية المسؤولة عن الموضوع، فإن المطالبات والمناشدات التي قدمها الأهالي إليهم بقيت حبراً على ورق، وهم على هذه الحال منذ خمس سنوات، ما يدل على تقصد إهمال المناطق التي كانت خارجة عن سيطرة النظام في السنوات السابقة، وما الإهمال إلا نوع من العقاب والانتقام منهم، بهذه الطريقة.
يذكر أن هذه المعاناة اليومية، مستمرة منذ سيطرة قوات النظام على بلدات جنوب دمشق، قبل عدة سنوات، وبقيت خدماتها سيئة جداً بسبب حقد النظام عليها وانتقامه منها بتجاهل تخدميها على كافة المستويات سواء النظافة أو الطبية أو الصحية إضافة إلى صعوبة حصولهم على المواد الأولية الضرورية كالخبز والغاز والمحروقات.