دعا عدد من أبناء مدينة الرقة شرقي سوريا إضافة إلى ناشطين، جميع الأهالي إلى تنفيذ إضراب عام احتجاجاً على زيادة أسعار المحروقات “بشكل مفاجئ”، حسب تعبيرهم.
وأكد أبناء المدينة أن الواقع الاقتصادي المتردي إضافة لتردي الواقع الخدمي والمعيشي لم يعد يمكن السكوت عنه.
ولفتوا إلى أن كل الشكاوى التي تصدر عن الأهالي بخصوص سوء جودة رغيف الخبز أو بسبب غلاء أجور مولدات أمبيرات الكهرباء وغيرها من الشكاوى لم تعد تلقى أي آذان صاغية من الجهات الخدمية المسؤولة.
ورغم الدعوة لتنفيذ الإضراب سواء في الرقة أو غيرها من المناطق الخاضعة لـ “الإدارة الذاتية”، لكنّ بعض أبناء المنطقة قللوا من جدية استجابة الأهالي لتلك الدعوات لأسباب عدة أبرزها فقدان الأمل بأي استجابة أو حلول جذرية لما يشتكي منه السكان.
وقبل أيام، رفعت الإدارة الذاتية أسعار مادة المازوت لفئات واستثنت أخرى وصفتها “بالخدمات الأساسية”، بدون إعلان مسبق، الأمر الذي أثار سخط كثيرين كون رفع أسعار مادة المازوت سيؤدي إلى رفع أسعار كثير من المواد والسلع الأخرى الأساسية.
وشملت الزيادة الجديدة المازوت الصناعي والمخصص للسيارات السياحية ومركبات النقل، من 525 ليرة إلى 2050 ليرة لليتر الواحد، أما المازوت “الحر” أي غير المدعوم فأصبح سعره 4100 بعد أن كان بـ 1700 ليرة.
وشهدت مناطق في شمالي سوريا، الإثنين، احتجاجات تطالب الإدارة الذاتية بالعدول عن رفع أسعار بعض فئات المحروقات.
وكان اللافت للانتباه وحسب مصادر من المنطقة الشرقية، فإن مدينة منبج ومع ساعات صباح اليوم الثلاثاء، بدأت المحال التجارية فيها بالإغلاق استجابة لدعوات الإضراب، وذلك احتجاجا على رفع أسعار مادة المازوت.
وطالب القائمون على الدعوة للإضراب جميع السكان بعدم الخروج بتظاهرات أو تنفيذ وقفات احتجاجية، وإنما البقاء في المنزل وعدم الخروج منه إضافة لالتزام أصحاب المحال التجارية بإغلاق محلاتهم التجارية والبقاء في منازلهم، وذلك تجنباً لأي احتكاك مع قوات قسد، وفق دعواتهم.
وحول ذلك قال أحد أبناء المنطقة لمنصة SY24، إنه “من المعروف لدى الجميع أن المحروقات هي العصب الرئيسي لاقتصاد أي منطقة أو دولة، وارتفاع سعره يؤدي إلى كارثة اقتصادية حقيقية، فما بالكم إذا كانت منطقة تعاني من قساوة الحروب وعدم الاستقرار منذ أكثر من 12 عاما؟”.
وأضاف “هذا أقل واجب أو حق يطالب به سكان المنطقة الشرقية في سورية، وهي المنطقة التي تعوم على بحر من البترول وإدارة قسد تمتلكها، فالمفروض أن توزع تلك المحروقات شبه مجانية لسكانها لتعويض خسائرهم في الحرب وتأمين معيشة كريمة لهم، غير أننا ومنذ أكثر من أربع سنوات نشاهد هجرة الشباب والعوائل من تلك المنطقة إلى دول الجوار وأوروبا بسبب تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وهذا إن دل يدل على سطوة القوى المسيطرة عليها والتي تتحكم برقاب الشعب ولا تريد منهم سوى الرضوخ لما يملى عليهم به”، حسب وجهة نظره.
وقبل أيام، شكا سائقو الشاحنات في الرقة من نقص المحروقات وفقدانها في كثير من الأحيان، محذرين من أن الأمر سينعكس بشكل سلبي على أسعار المواد التي ينقلونها للمواطنين وخصوصا المواد الغذائية.
يشار إلى أن هبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر الماضية تسبب بارتفاع كبير في أسعار معظم السلع والبضائع التجارية المحلية والمستوردة، وسط مطالبات من الأهالي بضرورة تسليم الرواتب للعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية بالدولار.
