نشب حريق وصف بـ”الضخم” في أحد منازل المدنيين في حي الجورة غربي مدينة دير الزور حيث تسببت النيران، التي اشتعلت بالمنزل لأكثر من ثلاث ساعات، باحتراقه بشكل كامل مع تعرض بعض البيوت المحيطة به لأضرار تراوحت بين خفيفة ومتوسطة، وسط حالة من الغضب والاستياء من قبل الأهالي بسبب بطء استجابة منظومة الإطفاء التابعة للدفاع المدني في المدينة.
الأهالي اتهموا إدارة وموظفي دائرة الإطفاء في دير الزور بالتقاعس عن أداء مهامها في إطفاء الحرائق في المدينة والريف المحيط بها خلال الأشهر الثلاث الماضية، والتي تسببت إلى الآن بخسائر مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين قدرت بملايين الليرات السورية، ناهيك عن تعرض عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال لإصابات تراوحت بين خفيفة ومتوسطة مع تسجيل عدة وفيات.
مراسل منصة SY24 أشار إلى وجود فساد كبير داخل منظومة الإطفاء وخاصةً فيما يتعلق بسرقة المواد الأولية الموجودة في المخازن وبيعها للشركات الخاصة، بالإضافة إلى استعمال سيارات الإطفاء لأغراض شخصية مثل تعبئة المسابح الخاصة بمسؤولي المدينة وقادة الأفرع الأمنية وسقاية مزارعهم وحدائق منازلهم، بالإضافة إلى عدم التزام الموظفين في الدائرة بدوامهم بالكامل ما تسبب ببطء استجابتهم للحرائق التي تحدث في المدينة.
المرسل نقل عن مصادر خاصة داخل الدائرة قولها إن إدارة المنظومة سعت، خلال السنوات الماضية، إلى توظيف عدد من الأشخاص المحسوبين على قادة الأفرع الأمنية والميليشيات المسلحة المتواجدة في المدينة، وذلك بهدف زيادة نفوذهم وتحقيق بعض المكاسب الشخصية بالرغم من عدم توافر الشروط اللازمة بالموظفين الجدد، ومن بينهم أشخاص لديهم إعاقة معينة في أجسادهم تمنعهم من العمل في مهنة الإطفاء التي تتطلب أشخاص أصحاء.
يقول “مازن”، وهو من سكان حي الجورة غربي دير الزور، أن “الحرائق التي اشتعلت في الحي خلال أشهر الصيف الماضي تجاوزت العشرين حريقاً، تسببت معظمها بخسائر مادية كبيرة مع وجود عدة إصابات بين صفوف المدنيين، وكل ذلك بسبب تقاعس منظومة الإطفاء عن إخماد هذه الحرائق وبطء استجابتها بالرغم من اتصال الأهالي بها بشكل مبكر وإخبارها بما يجري”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال:” الجميع يعلم أن الفساد مستشري داخل منظومة الإطفاء في المدينة كغيرها من مؤسسات الدولة، ولكن أن يتسبب هذا الفساد بخسائر مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين وتعريض حياتهم للخطر فإن ذلك الأمر غير مقبول، ويجب على إدارة المنظومة العمل على تصحيح أخطائها قبل أن تحدث كارثة كبيرة يندم فيها الجميع بعدها”.
وأضاف:” نرى عربات الإطفاء وهي تملأ مسابح المسؤولين بالمياه وتسقي حدائقهم وتنظف أمام منازلهم وقصورهم في المدينة ولكننا لا نراها عند اشتعال الحرائق في منازل المدنيين، ولهذا فإن الأهالي وأصحاب المطاعم والمحلات التجارية باتوا يعتمدون على أنفسهم عبر شراء بعض المعدات الأساسية استعداداً لإخماد النيران قد تشتعل لديهم، وبالذات مع اقتراب دخول فصل الشتاء واحتمالية ارتفاع معدل الحرائق جراء استخدام وسائل تدفئة بدائية ورديئة”.
والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والروسية في دير الزور تشهد فساداً كبيراً داخل المؤسسات التابعة لها بسبب انتشار ظاهرة الفساد والمحسوبية بين موظفيها، وعدم قيام هذه المؤسسات بدورها في خدمة المواطنين، وتسخير إمكانياتها لخدمة مسؤولي النظام وقادة الأفرع الأمنية والميليشيات المسلحة المتواجدة في المدينة، بالإضافة إلى إهمال النظام لهذه المؤسسات وعدم اهتمامه بها، ما انعكس سلباً على المواطنين و نتج عنه خسائر مادية فادحة في ممتلكاتهم الشخصية قدرت بالملايين.