وساطة ومحسوبيات حتى في حصول الأهالي على المياه الرئيسية في بلدة الجبة بالقلمون الغربي، وسط أزمة حادة في انقطاع المياه عن بعض أحياء البلدة، ووصولها إلى البعض الآخر من الطبقة الغنية، الذين يدفعون الرشوة إلى المسؤولين عن إيصال المياه وضخها ضمن البلدة، حسب ما رصده مراسلنا في المنطقة.
وفي آخر المستجدات التي نقلها أكد أن عدداً من أحياء البلدة لا تصلهم المياه الرئيسية بشكل نهائي، إلا كل عشرة أيام مرة واحدة، والبعض الآخر تأتيهم ولكن بشكل ضعيف جداً بحيث لاتصل إلى جميع المنازل خاصة الطوابق العليا.
غير أن هذا النظام في قطع المياه وضخها لا يشمل كافة أحياء البلدة فهناك منازل تصلها المياه بشكل منتظم وبضخ قوي، والسبب أن غالبية قاطني هذه الأحياء من الطبقة الغنية واللذين يقومون بدفع رشاوي بشكل دائم للعاملين المسؤولين في وحدة المياه.
وأشار المراسل حسب ما أكده الأهالي أن الأحياء التي يتم إهمالها من ناحية المياه وعدم ضخها إليهم إلا نادراً هي من الأحياء الفقيرة وسكانها بالكاد يمتلكون قوت يومهم وهذه الأزمة شكلت عبئاً إضافياً عليهم من ناحية شراء المياه من الصهاريج لسد حاجتهم اليومية.
حيث أجبر عدم ضخ المياه بشكل منتظم، وبشكل ضعيف كثيراً من الأهالي على شراء المياه بأسعار مرتفعة تصل إلى 15 ألف ليرة للبرميل الواحد، إذ تحتاج عائلة من خمسة أشخاص إلى 150 ألف ليرة كل عشرة أيام ثمن مياه فقط ناهيك عن باقي المصاريف الأخرى.
وفي ذات السياق، أكد المراسل أن هذه التكاليف المرتفعة جعلت كثيراً من العوائل غير القادرة على الشراء تقوم بتعبئة أواني منزلية و(كالونات) من أحياء أخرى، وتنقلها إلى منازلهم، ولكن هذا الأمر يعد شاقاً وبشكل كبير إذ يحتاج الخزان سعة الف لتر الذهاب أكثر من أربعين مرة مرة لتعبئة الأواني وإفراغها داخل الخزانات.
وقال أحد أهالي البلدة لمراسلنا: إن “المسؤولين عن وحدة المياه وعن ضخها إلى أحياء معينة في البلدة باتوا يعرفون بـ تقاضيهم الرشاوي وبشكل علني، وعلى مبدأ “اللي بيدفع أكثر نفتح له المياه أكثر” حسب تعبيره، دون أي رداع أو خوف من المساءلة من قبل المعنيين.
وكالعادة، جميع المناشدات والشكاوى التي يقدمها الأهالي إلى مجلس البلدة للنظر في الموضوع ومتابعته ومحاسبة المسؤولين تبقى طي النسيان، ولا تلق أي تجاوب فعلي أو حلول منطقية ترضي الأهالي وتحل أزمتهم، إذ تعد مشكلة المياه من أبرز التحديات التي تواجههم في الوقت الحالي.
“لا يمكن التخلي عن المياه فهي من ضروريات الحياة”، يقول من التقيناهم من الأهالي لمراسلنا، إنهم تخلوا عن جميع الرفاهيات في ظل الغلاء والظروف المعيشية السيئة، لكن المياه أساسية لجميع المواطنين ولا يمكن التخلي عنها، وعدم ضخها عبر الشبكة الرئيسية يعني أنهم يعيشون أصعب الأزمات وسط انعدام الحلول والاستجابة الفعالة.