تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، أجبر كثيراً من الأهالي في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، على بيع أثاثهم المنزلي لتأمين لقمة عيشهم ووحاجياتهم الأساسية بعد ركود في جميع المجالات، حسب ما رصدته منصة SY24.
وقال مراسلنا إنه في الفترة الأخيرة زادت ظاهرة بيع أثاث المنازل كغرف نوم، وخزانات المياه، وغرف أطفال والمجالس، والأدوات الكهربائية، إذ يتم عرضها للبيع عند تجار المستعمل، مقابل الحصول على المال لشراء متطلبات عائلاتهم اليومية من طعام وشراب وملابس وأدوية.
في حين يقوم عدد من من الأهالي بمقايضة أثاث منزلهم مع التجار المحليين المختصين ببيع المواد الغذائية مقابل حصولهم على الزيت والسكر والسمنة والأرز والمواد الرئيسية اللازمة لهم.
ولجأ قسم من الأهالي إلى بيع بعض الأدوات الكهربائية لديهم مثل الخلاطات و(الفرامات) أي ماكنيات الفرم الكهربائية، بسبب عدم حاجتهم إليها نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والتي أصبحت غير لازمة وخارج الخدمة.
على خلفية ذلك، استغل التجار حاجة الأهالي إلى البيع، وخفضوا سعر مبيعات الأثاث، بحجة أن حركة البيع والشراء متوقفة، ولا يوجد سعر حقيقي لهم، بهدف شرائها منهم بأبخس الأسعار.
فضلاً عن ذلك انتشرت البطالة بشكل غير مسبوق تزامناً مع قلة فرص العمل، وتدني مستوى الدخل، وعدم قدرة العوائل على تأمين قوتها اليومي، ما دفعهم لبيع أثاث وأدوات منازلهم مقابل الحصول على ما يسد رمق أطفالهم ولو لوجبة واحدة يومياً.
معاناة كبيرة يعيشها الأهالي في الغوطة الشرقية وكامل مناطق ريف دمشق، إذ اتسعت رقعة الفقر وزادت الفجوة بين شرائح المجتمع، إذ اختفت الطبقة المتوسطة على حساب الفقر الشديد أو الغنى الفاحش، حسب قول من تحدثنا إليهم من أهالي المنطقة، تزامناً مع الانهيار الكبير والمتسارع في الاقتصاد والذي أدى إلى تحكم التجار بالأسعار ورفعها بشكل غير منطقي، دون إيقافهم من قبل أحد أو وضع حد للارتفاع من قبل المسؤولين في حكومة النظام.