أجمع مراقبون على أن تنظيم داعش بدأت ينكمش على نفسه في البادية السورية وفي الجبال القريبة من الحدود السورية العراقية، مرجعين ذلك إلى العديد من الأسباب.
وأشاروا إلى أن ذلك دليل ضعف وليس قوة، إذ أصبح عناصر التنظيم وخلاياه يتحصنون في المناطق الجبلية عند الحدود مع العراق.
ولفتوا إلى أنه منذ إعلان القضاء على داعش عام 2019 وخسارته كافة مناطق سيطرته، انكفئ التنظيم إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور عند الحدود مع العراق، حيث يتخذ مقاتليه من المناطق الجبلية مقراً لهم لانطلاق عملياتهم الخاطفة ضد قوات النظام وميليشياته أو باتجاه مناطق سيطرة قوات قسد شرقي سوريا.
ورأى الناشط السياسي ابن المنطقة الشرقية عبد المنعم المنبجاوي في حديثه لمنصة SY24، أنه بعد كل هذه السنوات من الحرب في سوريا والعراق، سلمنا بالأمر الواقع لتنظيم داعش المدعوم دولياً من الدول المستعمرة، وأنه أداة تنظيم لإعادة التوازنات في الحروب لصالح داعميه، وسيف مسلط على كل من يعترض على أي قرار يتخذ بشكل منفرد من أحد الأطراف، فهو مجهز بالعتاد والأسلحة الثقيلة ومحمي جوياً أيضاً”، حسب وجهة نظره.
وتابع “وفي الوقت الحالي هناك هدوء حذر ومخطط يتم التحضير له في البادية، لكنّ داعش لا يوجد لديه عمل خلال هذه الفترة لعدة أسباب، منها وجود تفاهمات إقليمية ومناطقية حول حقول النفط والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي”.
وزاد قائلاً “سابقاً كانت داعش هي القوة الوحيدة التي تسيطر على آبار النفط، والآن مهمتها قد انتهت ليعود عملها كما رسم لها سابقاً”، وفق رأيه.
مصادر أخرى ترى أن الحالة التي يمر بها التنظيم الآن هي حالة “الهدوء ما قبل العاصفة”، إذ يترقب داعش انسحاب مرتزقة فاغنر الروسية من البادية السورية لتخلو له الساحة ويتمكن من بسط نفوذه هناك، حسب تعبيرهم.
ومؤخراً، تحدثت التقارير الغربية عن أن داعش جنّدت شباباً هرّبتهم من سجون قوات قسد شرقي سوريا، للقتال معها ضد قوات “فاغنر” في البادية السورية، معتمدة بذلك على أسلوب المعارك الحذرة وأساليب الهجوم السريعة.
ووسط كل ذلك تتسارع الأخبار التي تفيد بأن مرتزقة “فاغنر” الروسية بدأت بالفعل سحب قواتها من البادية بريف حمص الشرقي، وأن النظام في وضع حرج نظراً لعدم توفر البديل لمواجهة داعش وخلاياه، ما يعني أن المنطقة على صفيح ساخن في الأيام المقبلة، بحسب مراقبين.