صنف جديد يغادر موائد الأهالي في الداخل السوري 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

الغلاء المعيشي وتدني مستوى الدخل يحرم العديد من الأهالي في العاصمة دمشق وريفها سواء النازحين أو المقيمين فيها، من مونة المكدوس والتي تعد وجبة رئيسية على مائدة الفطور لغالبية السكان، ومن أشهر أصناف المونة الشعبية الخاصة بالسوريين.

وحسب ما أكده عدد من الأهالي لمنصة SY24 فإن الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور والانهيار المتسارع في قيمة الليرة وما يرافقه من ارتفاع كبير في الأسعار، جعل تحضير مونة المكدوس هذا العام أمراً بغاية الصعوبة، إذ عجزت عائلات كثر عن شراء أو تحضيره بسبب تكاليفه العالية، بالوقت الذي كان لا يخل منزل من كميات كبيرة منه في السابق.

يبدأ موسم صنع المكدوس في شهري أيلول وتشرين الأول من كل عام في دمشق وريفها، غير أن هذه الفترة شهدت إقبالًا ضعيفاً من قبل الأهالي على شراء الباذنجان و الفليفلة مقارنة بالعام الماضي.

مراسلنا في دمشق، جال في أسواق الخضرة، ورصد  أسعار مكونات المكدوس ، إذ تراوح سعر كيلو الباذنجان من 4500 إلى 5500 حسب نوعه، وكيلو

الفليفلة الكيلو 5000  حتى 5500، فيما وصل سعر كيلو الجوز من النوعية الجيدة إلى 150 ألف، ولتر زيت الزيتون زيتون 75 _ 85، ما دفع بعض العائلات إلى استبداله بالزيت النباتي الذي يصل سعر اللتر منه قرابة 27 ألف ليرة سورية.

وأكد “أبو حميد” أحد أبناء الغوطة الشرقية، أب لثلاثة أطفال أنه استدان مبلغاً كبيراً كي يتمكن من تحضير المكدوس، لأنه الوجبة الرئيسية في الشتاء، والتي يعتمدون عليها، في ظل ارتفاع أسعار الخضار والوجبات الأخرى كالبيض الألبان والأجبان.

وقارن “أبو حميد” الكمية التي صنعها هذا العام والتي لم تتجاوز 20 كيلو فقط، بتكلفة 500 ألف ليرة، بالكمية التي كان يحضرها سابقاً والتي تصل لأكثر من 80 كيلو، وقال: إنه “قد يدفع قرابة مليوني ليرة أراد صنع ذات الكمية في الوقت الحالي” .

وهذا ما أكدته السيدة “أم يونس” وهي أم لطفلين، نازحة من حي جوبر، تقيم في المناطق الشعبية على أطراف دمشق، قالت إنها “لم تتمكن هذا العام من تحضير مونة المكدوس بسبب الوضع التي تعيشه، رغم أنها تعمل في بيع وتحضير المونة للعائلات من منزلها، لتأمين لقمة عيشها، وحضّرت كافة أنواع المونة من الملوخية والبامية والكشك ودبس البندورة والفليفلة وغيرهم من المؤن التي يفضلها الأهالي، لكنه لم يكن لها نصيب منها سوى العمل والبيع لتأمين باقي مستلزمات أسرتها، تضحك وهي تخبرنا أن “السكافي حافي والحايك عريان”.

يذكر أن أطباقاً  كثيرة من الأصناف الغذائية غادرت موائد السوريين خلال السنوات الماضية كنوع من التأقلم على الوضع المعيشي المتردي، ومونة المكدوس واحدة منها حيث باتت من الرفاهيات ولم تعد الطبق الرئيسي على موائدهم في الشتاء كما اعتادوا في السابق.

مقالات ذات صلة