من الهواية إلى الاحتراف.. شابة في إدلب تجمع بين العائلة والإبداع

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بأسلوب فني مميز أدخلت الشابة “حلا ناعس” خيوط “الكليم” أو الخيط التركي، و(هو عبارة خيوط من القطن مناسبة لنسج لجميع أنواع البسط، والوسائد، وزخارف الجدران، ويدخل في صناعة الكثير من الأدوات اليدوية)، بفن الكروشية وحولت الشغل اليدوي إلى مشروع إنتاجي خاص بها، من داخل منزلها في مدينة إدلب، لاقى إعجاباً وقبولاً من قبل محيطها حساب ما أخبرتنا وأمن لها مصدر دخل معين، وسط الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي في الداخل السوري.

تعمل “حلا” 24 عاماً، منذ سنوات بفن الكروشيه وانتجت العديد من القطع الفنية وشجعتها عائلتها وصديقاتها على امتهان الحرفة، وليس كنوع من الهواية فحسب، لما فيها من تميز وإتقان وجمال، وقد نالت إعجاب كثير من الأهالي الذين اشتروا عدة قطع من عملها سواء من التحف والصمديات، أو من الملابس الحقائب أو قطع الزينة، وإطارات المرايا.

تقول الشابة العشرينية “حلا” إنها انقطاعها عن الدراسة في السنوات الماضية بسبب ظروف خاصة، جعلها تفكر بمشروع إنتاجي بسيط، تستغل وقت فراغها، في تعلم مهنة يدوية، بمساعدة الفيديوهات التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي، كنوع من التعليم الذاتي في المنزل.

وبعد تجارب عدة تمكنت من صنع وإنتاج قطع فنية بتصاميم حديثة منها ماهو مختص بزينة ملابس الأطفال، كالأسرة، والحقائب، والأحذية والسلل الصغيرة، وبعض القطع الفنية المستعملة في الديكور والإكسسوار، إذ تستغرق صنع القطعة عدة ساعات حسب حجمها وأحياناً أيام.

كما برعت “حلا” بإدخال الخشب مع خيط الكليم، وحاكتها بطريقة الكروشيه، بحيث تبدع بقطع متميزة ومغايرة عن الموجودة في السوق،  تخبرنا أنها حولت هوايتها إلى مهنة ومصدر دخل، لمساعدة عائلتها في مصاريف المنزل، وتوسع عملها عن طريق معارفها وصديقاتها، كما اعتمدت في التسويق لمنتجاتها على صفحة خاصة بالعمل على منصة “الفيسبوك” تعرض فيها القطع وإمكانية التواصل معها من قبل الراغبين، إلا أنها ماتزال في بداية الطريق كما أخبرتنا.

بالنسبة للصعوبات التي واجهتها “حلا” تخبرنا أنه في كثير من الأحيان لاتجد الخيط واللون المطلوب، وتستورد عدداً منها من تركيا، ما يزيد من التكاليف الإضافية على القطع، تقول إن “السعر يناسب التكلفة ولكن ارتفاع سعر المواد الأولية يزيد من الأسعار، فهناك خيوط يصل سعر الكيلو منها إلى 6 دولار” .

بالرغم من ذلك لم تقف الصعوبات المادية أو التسويقية عائقاً أمام طموح الشابة، بل جعلتها تبحث عن طرق أخرى لتوسيع عملها فضلاً عن التوفيق بين واجباتها كأم وربة منزل، وبين التزامها في مشروعها الخاص.

حيث فسح السوق الإنتاجي الذي افتتح يوم أمس في إدلب المجال تحت عنوان لأجلك أنت الخاص بالنساء، أمام “حلا” وغيرها من الشابات اللواتي يبدعن في المهن والأشغال اليدوية في عرض منتجاتهن في بازار شعبي في المدينة تنوع بين المشغولات الصوفية وحياكة الملابس، وصنع الشموع، والرسم، وفن الريزن، وغيرها من القطع الفنية اليدوية.

تقول: إنها “رغبت في المشاركة بالمعرض كونه يوفر مساحة واسعة لعرض منتجات متنوعة لكثير من السيدات العاملات في الفن اليدوي، ويظهر الحس الإبداعي الجمالي لديهن، وعلى نطاق واسع، يسمح لباقي النساء والشابات من رؤية شراء هذه المنتجات بشكل مباشر من المنتج إلى الزبون”.

“حلا” واحدة من عشرات الشابات السوريات، اللواتي أبدعن في مجالات الأعمال اليدوية، ولم تقف الظروف المعيشية السيئة عقبة أمامهن، بل استطعن مما توفر بين أيديهن من مواد بسيطة، وخبرة في العمل، وإصرار على النجاح والتميز، أن يتركن بصمة في مجال المشاريع الصغيرة التي ربما تكبر وتصبح مشاريع كبيرة في المستقبل تعمل بها سيدات أخريات.

مقالات ذات صلة