في يوم المعلم العالمي الذي يقام سنويًا في الخامس من أكتوبر، للتوقيع على توصية (اليونسكو/ منظمة العمل الدولية) بشأن وضع المعلمين، والتوصية كانت أداة لوضع معايير تتناول وضع وحالات المعلمين في جميع أنحاء العالم، إذ تحدد هذه التوصية المعايير المتعلقة بسياسة موظفي التعليم والتوظيف والتدريب بالإضافة إلى التعليم المستمر للمعلمين وتوظيفهم وظروف عملهم حسب ما اطلعت عليه منصة SY24.
في هذه الذكرى يقول عدد من المعلمين في الشمال السوري لمنصة SY24: إن وضع المعلم في محافظة إدلب سيئة للغاية ولم تعد له المكانة المعهودة في السابق،بل أصبح رهن قرارت التربية والتعليم التابعة لحكومة الإنقاذ والتي لا تصب بمصلحته أبداً، بدءاً من عدم إعطائه راتب شهري ثابت ومناسب الوضع المعيشي، إضافة إلى كمية الفحص والمسابقة التي خضع لها عدد كبير من المعلمين/ت الشهر الماضي لمعرفة قدراتهم التعليمية متناسين أن معظمهم له من الخبرة الطويلة ماتغنيه عن تلك الاختبارات التي وصفها بعض المعلمين بـ “المهزلة”.
في حين أن يوم المعلم العالمي يهدف إلى التركيز على تقدير وتقييم وتحسين أوضاع المعلمين في العالم، وإتاحة الفرصة للنظر في القضايا المتعلقة بالمعلمين والتدريس، يبقى المعلم في الشمال السوري ضحية العمل التطوعي، والحقوق الضائعة، والقرارات العشوائية التي تصدر من المجمعات التربوية، رغم الاحتجاجات التي نظمها عدد من المعلمين للمطالبة بحقوقهم إلا أنها لم تلق تغيير فعلي في سياسة التربية حسب ما أكده أحد المعلمين لنا.
يقول “حسام” معلم في ريف إدلب الشرقي، إنه وعدد من المعلمين تعرضوا لظلم كبير في مزاولة المراقبة الامتحانية لطلاب التاسع والبكالوريا، مع تكلف عناء الذهاب وأجرة الطريق من الريف إلى المدينة في المركز الامتحاني وإلى اليوم لم نحصل على أجورنا لتغطية مصاريف النقل فحسب.
وقال إن المدارس العامة تعاني من هشاشة وضعف بشكل عام، وزيادة في عدد الطلاب ضمن الفصل الواحد والذي يصل عددهم لخمسين طالب، بمعدل 23 شعبة في المدرسة مع عدم وجود مقاعد كافية للطلاب، وكتب كافية للجميع، يخبرنا أن الحالة النفسية لمعظم المعلمين سيئة للغاية، ما يجعل الذهاب للعمل كل يوم مهمة شاقة وغير مرغوب بها.
يقول في ختام حديثه: إن اليوم العالمي للمعلم يهدف إلى تقدير وتقييم المعلمين، ولكن حال المعلم في الشمال السوري انقلبت من التقدير والتقييم، إلى وضع أثقل كاهل المعلم بالقرارات، وتحت حجة حقوق الطفل والتربية الحديثة والأنظمة الجديدة.
ويعاني القطاع التعليمي في محافظة إدلب شمال سوريا، يعاني من ضعف شديد، وقلة الدعم المقدم من المنظمات العالمية المعنية بالتعليم، وبدا ذلك جلياً بعد سيطرة “حكومة الإنقاذ” على المنطقة، حيث تخلت كثير من المنظمات الداعمة عن ملف التعليم منذ وضعت الحكومة يدها عليه، وعلقت مشاريعها التعليمة أيضاً ما أدى إلى تسرب آلاف الطلاب من المدارس.
يعود ذلك حسب من التقيناهم من الأهالي إلى القرارات غير المدروسة، والبعيدة عن الواقع، التي تصدرها “حكومة الإنقاذ” بشكل مستمر، وتلاقي ردة فعل عكسية على أرض الواقع من جميع النواحي.