فنانة متعددة المواهب من محافظة إدلب، استطاعت أن تترك بصمة في عالم الرسم والفن التشكيلي بعمر صغير، بعد أن حولت موهبتها وحبها للريشة والألوان منذ طفولتها إلى دراسة وعمل ومهنة، تطورت بشكل مستمر، متنقلة بين عدد من الفنون والأعمال اليدوية الفنية.
“هبة علوش” 34 عاماً، ابنة مدينة إدلب، خريجة معهد إعداد مدرسين (قسم الرسم)، برعت منذ طفولتها في هذا المجال، وحصدت العديد من الجوائز في المراحل الدراسية على مستوى المنطقة، ثم اختصت بدراسة الرسم وكانت الأولى على دفعتها في المعهد، بعد أن حالت الظروف في دراستها بكلية (الفنون الجميلة) بمدينة حلب، والتي ماتزال أبرز أحلامها ومشاريعها المستقبلية، حسب قولها.
مراسلتنا التقت الفنانة التشكيلية “هبة” والتي أخبرتنا أن شغفها بالرسم والفن التشكيلي، جعلها تعمل على تطوير نفسها في مجالات فنية أخرى فهي لا تبدع في الرسم فحسب، بل لها لمسات فنية مميزة في صنع المجسمات الصغيرة، والأشغال اليدوية، والمشاريع الطلابية، والوسائل التعليمية، ولوحات بالخط العربي، إضافة إلى صنعها قطع فنية للديكور، وأعمال مخصصة بفن الهدايا والزينة.
وعن الصعوبات التي واجهتها باحترافها الرسم، حصولها على المواد الأولية بأسعار مناسبة وجودة عالية وهذا مالم توفره المحلات التجارية في المنطقة، كما أن فكرة استيراد تلك المواد من تركيا أمراً بالغ الصعوبة بسبب تكاليف الشحن المرتفعة التي تزيد من تكلفة أي قطعة.
تقول هبة إن “الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي بشكل عام لأهالي المنطقة يجعل إقبال الأهالي على شراء تلك القطع واللوحات الفنية قليل جداً رغم إعجابهم بها، ومقتصراً على فئة محددة من المجتمع”.
تقول في حديثها إلينا: إن “حبي للفن يجعلني أصنع وأرسم كل لوحة بحب واهتمام بكافة التفاصيل الدقيقة، من حجم اللوحة إلى تقطعها، وعرضها وطولها، وألوانها، وإطارها، لتكون لوحة بمقاييس احترافية، عالية الجودة، وأحرص أن تكون اللوحة التي تحمل اسمي متميزة عن باقي اللوحات الجاهزة أو المطبوعة في السوق، وهذا مايميز أعمالي ويجعلها أكثر حيوية بشهادة كثير من الأشخاص الذين تعاملوا معي.
وهنا حدثتنا الشابة “هبة” عن مراحل مرت بهم خلال مسيرتها الفنية، التي بدأت بعمر الست سنوات حين كانت تمسك الألوان وترسم على دفاترها المدرسية، ثم تطورت موهبتها حين اختصت بدراسة الرسم بدعم وتشجيع من عائلتها خاصة والدتها التي أمنت بموهبتها ورأت فيها مستقبلاً مزهراً.
ولم تكتف الشابة بالدراسة بل تابعت التدريب في المركز الثقافي، بعد تخرجها بمعدل ممتاز من معهد المدرسين في مدينة إدلب، حيث تدربت على يد فنانين محترفين، لمدة عامين صقلت فيها خبرتها الفنية وطورت من نفسها بشكل كبير، وشاركت حينها بأعمال فنية تطوعية في المدينة حسب ما أخبرتنا.
وفي 2019 حولت “هبة” موهبتها إلى عمل ومهنة ومصدر دخل، وأثمرت تلك السنوات في إنجاز الكثير من الأعمال واللوحات الفنية والجدارية والرسومات حسب طلبات زبائنها.
وشاركت في كثير من المعارض منها معرض الكتاب في 2022،والذي خصص قسم كامل للمجسمات التي صنعتها، وشاركت أمس في معرض السوق الإنتاجي الخاص بالنساء في مدينة إدلب على مدار ثلاثة أيام، ولاقت أعمالها إعجاباً كبيراً من الزوار، كماتحضّر اليوم نفسها للمشاركة مع عدد من الزملاء والرسامين التشكيليين من اتحاد الفن التشكيلي بمدينة إدلب في معرض خاص، يفتتح في العاشر من الشهر الحالي.
