أعلنت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عن افتتاح باب الانتساب إلى صفوفها لمن يرغب من أبناء ريف ديرالزور الشرقي، وذلك عبر اخضاع المنتسبين الجدد لدورات مغلقة تشمل تدريبات عسكرية وبدينة ودروس دينية بالمذهب الشيعي مقابل راتب شهري لا يتجاوز 50 دولار أمريكي، بغرض رفد ميليشياتها المسلحة المتواجدة بالمنطقة بالمزيد من العناصر بعد انسحاب عدد كبير منهم خلال الأشهر الماضية جراء تعرض مواقعها لغارات جوية من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي والأمريكي.
قرار فتح باب الانتساب جاء خلال حفل أقامته قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال حضرته شخصيات محلية وحكومية وضباط في الأجهزة الأمنية، وذلك بمناسبة “الهجمات التي شنتها ميليشيا حماس ضد إسرائيل في قطاع غزة جنوب فلسطين المحتلة”، مع إعلان ميليشيا الحرس الثوري عن فتح باب التبرعات المالية والعينية لدعم ما أسمته بـ”محور المقاومة في المنطقة”.
مصادر خاصة تحدثت عن وصول عدد من المدربين الأجانب إلى مدينة البوكمال بهدف تدريب المنتسبين الجدد على استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات ومدافع الهاون والأسلحة الثقيلة، بالتزامن مع دخول شاحنات مغلقة عبر معبر السكك البري غير الشرعي مع العراق يعتقد أنها تحتوي “كميات من الاسلحة والذخائر”، تم نقلها بصورة عاجلة إلى المستودعات الخاصة بـ ميليشيا الحرس الثوري في منطقة الهري تمهيداً لنقلها إلى الداخل السوري.
المصادر ذاتها أكدت نية ميليشيا الحرس الثوري نقل أعداد من خريجي الدورات العسكرية الخاصة إلى محافظات درعا والقنيطرة على الحدود الجنوبية وتعزيز نقاط الميليشيا هناك، وذلك باستخدام شاحنات وعربات نقل عسكرية خاصة بقوات النظام في محاولة منها تمويه تحركاتها وتجنب استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي.
فيما أشارت المصادر نفسها إلى قيام المليشيا بإجراء العديد من التغيرات شملت عدداً من قادة القطاعات العسكرية أهمها تغيير المسؤولين عن حراسة المعابر البرية والنهرية المحليين واستبدالهم بعناصر وضباط عراقيين ولبنانيين، لضمان “عدم تسريب أي معلومات حول كميات الأسلحة التي تدخل عبر هذه المعابر أو الكشف عن أسماء القادة والضباط الذين يعبرون الحدود بشكل متكرر تجنباً لأي عمليات استهداف واغتيال قد تطالهم”.
ويذكر أن مواقع الميليشيات الإيرانية في ريف ديرالزور قد تعرضت، خلال الأشهر الماضية، لعدة غارات جوية مجهولة الهوية يعتقد أنها اسرائيلية، تسببت بتدمير كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ومقتل وإصابة عدد من قادة وعناصر الميليشيا بينهم أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية، ما دفع قيادة الميليشيا إلى رفع اعلام النظام فوق مواقعها العسكرية وخاصةً في المربع الأمني في حي هرابش، والذي تعرض هو الآخر، الأسبوع الفائت، لغارة جوية مباشرة تسببت بتدمير مخزن للذخيرة ومقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيا.