أغلقت قوات النظام وميليشياتها عدداً من المعابر النهرية غير الشرعية التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق “قسد” في ريف دير الزور الشرقي، حيث تستخدم تلك المعابر في نقل المرضى والحالات الحرجة إلى دمشق، بالإضافة إلى نقل بعض المواد الغذائية والسلع التجارية والوقود بين الجانبين.
الإغلاق جاء بعد أن أطلقت قوات من الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام النار بشكل عشوائي على العبارات النهرية المستخدمة في نقل المدنيين بين الجانبين، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين، بالمقابل طالبت قسد الأهالي بتجنب استخدام المعابر النهرية خوفًا من استهدافهم من قِبل قناصة قوات النظام.
مراسل SY24 في دير الزور أكد أن إغلاق المعابر النهرية جاء بأوامر من قيادة الفرقة الرابعة، واستثنيت من هذا الإغلاق معبر البغيلية – الجنينية في الريف الغربي، الذي تم تحويل جميع رحلات السفر والشاحنات التجارية إليه، حيث تم تشديد إجراءات الأمان والتفتيش بشكل دقيق، خاصةً على الشباب.
الإجراءات الأخيرة تهدف إلى ابتزاز الأهالي، خاصةً المرضى، وإجبارهم على دفع مبالغ مالية إضافية عند الحواجز العسكرية التي تديرها الفرقة الرابعة، هذا أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار رحلات السفر بين المناطق وفي أسعار بعض السلع والمواد الغذائية والطبية القادمة عبر المعابر النهرية.
إغلاق المعابر تزامن أيضًا مع قصف استهدف مقرات وقواعد الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال الحدودية، الأمر الذي أثار استنفارًا كبيرًًا في صفوف الميليشيات، حيث تم نقل الأسلحة الثقيلة ومنصات إطلاق الصواريخ إلى الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، وذلك خوفًا من تعرضها للقصف من قبل طائرات التحالف والطيران الإسرائيلي.
“نور الحسين”، سيدة من سكان مدينة دير الزور، تقول: “اضطررنا لاستخدام المعابر النهرية المتواجدة في المنطقة أكثر من مرة وذلك من أجل العبور الى الجهة المقابلة والسفر إلى مدينة الحسكة حيث تقيم ابنتي، كما اضطررت إلى دفع مبالغ مالية إضافية مقابل عبوري من معبر بلدة البغيلية في الريف الغربي لدير الزور”.
وفي حديثها مع مراسل SY24، أضافت أن “إغلاق المعابر بشكل مفاجئ دفع عدد كبير من الأهالي للتنقل بين تلك المعابر ودفع مبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك إلى حين العثور على معبر مفتوح وهو ما زاد من الأعباء المادية المترتبة عليهم، ناهيك عن قيام الحواجز العسكرية بفرض إتاوات مرتفعة عليهم بحجة وجود معبر واحد ما يزال قيد العمل”.
يشار إلى أن الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام تسيطر على جميع المعابر النهرية غير الشرعية التي تصل مناطقها بمناطق سيطرة “قسد” في ديرالزور، والتي تستخدم في نقل المحروقات والسلع التجارية والغذائية بين الطرفين، إضافة إلى استخدامها في نقل المدنيين وعبور المرضى، حيث تستغل تلك الميليشيات الأهالي وتجبرهم على دفع مبالغ مالية كبيرة كنوع من رسوم العبور لهم وخاصةً الشباب المطلوبين لأداء الخدمة الإجبارية.