تشتكي النساء القاطنات في مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، من صعوبة التعامل مع أطفالهن حتى وصل الأمر إلى المعاناة من “عناد” هؤلاء الأطفال.
وتباينت الآراء حول الأسباب التي تقف وراء “عناد” الأطفال وصعوبة التعامل معهم من قبل أمهاتهم، بالتزامن مع الظروف الاقتصادية والمعيشية والأمنية السيئة داخل المخيم.
وذكرت عدد من النساء أن التعامل مع أطفالهن بات صعباً للغاية، معربة عن المخاوف من اللجوء إلى العنف أو أسلوب معاقبة الطفل.
ولفتت بعض النساء إلى أن بعض الأطفال حتى في سن صغير يرفضون تناول الطعام أو حتى الاستماع لما تقوله أمهاتهم في عناد واضح، حسب تعبيرهن.
وحول ذلك أوضح عبد المنعم المنبجاوي ابن المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، “من المعروف أنه عندما يحاصر الأطفال في منزل طيلة أيام الأسبوع دون خروج إلى المدارس أو الملاهي لتفريغ شحناتهم وطاقاتهم، تجدهم يعانون من حالات عدة إما أن تكون عدائية في التصرف أو تكون انطوائية بسبب العزلة الاجتماعية”.
وأضاف أن هذا الأمر يساعد بشكل كبير في خروج الأطفال عن التربية السليمة وخاصة في كنف مخيم لا يعرف منه سوى النساء والأولاد، فالنقص الموجود لديه هو الطبيعة الاجتماعية المختلة في التوازن.
وتابع أنه ليأخذ دوره كطفل عادي طبيعي يجب أن يكون في مكان طبيعي يمارس فيه كل ما يحتاجه من هوايات وتعليم وتعلّم، حسب تعبيره.
من جانبه، رأى الناشط أبو عبد الله الحسكاوي في حديثه لمنصة SY24، أنه لا يمكن أن يعاند أطفال النساء المهاجرات في المخيم أمهاتهم، كونه هؤلاء النساء لديهم “سيستم معين” في التعامل مع أبنائهن، حسب وصفه.
ولفت إلى أن أطفال النساء المدنيات اللواتي تم اعتقالهن بحجة أنهن من نساء داعش أو الانتماء لداعش، فهؤلاء من يتأثر أطفالهن بالجو العام في المخيم وبأطفال داعش، لذلك تحاول العائلات المدنية إخراج أطفالها من المخيم حتى لا يتأثرون بأفكار داعش في المستقبل أو حال خروجهم من المخيم، وفق وجهة نظره.
وكان اللافت للانتباه، أن بعض الأشخاص الرافضين لتواجد مخيم الهول أصلا في المنطقة، وجدوا أن علاج هذه الحالات هو بإبعاد الأطفال عن أمهاتهم، الأمر الذي عارضه كثيرون واعتبروه مقترح بعيد عن الإنسانية، ومطالبين بإخراج الأمهات مع أطفالهن من المخيم وإنهاء هذا الملف.
وبشكل مستمر تواصل المنظمات الإنسانية الدولية تسليط الضوء على أوضاع القاطنين في مخيم الهول شرقي سوريا، وبخاصة الأطفال والنساء.
كما تدعو المنظمات الإنسانية إلى دعم الأطفال للحصول على استراحة من الظروف العنيفة والقاتمة التي يعيشون فيها داخل مخيم الهول، حسب تعبيرها.