أعلنت “قسد” عن ضبط عدد من الأشخاص أثناء محاولتهم تهريب بعض عوائل عناصر تنظيم داعش الأجانب من مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة، ما دفعها لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة في محيط المخيم وعلى الطرق المؤدية للمنطقة، إضافة إلى زيادة عدد الحواجز العسكرية التابعة لها مع تفتيش جميع العربات والشاحنات التي تدخل المخيم وتخرج منه بشكل دقيق.
محاولات تهريب عائلات عناصر تنظيم داعش تتم باتفاق بين هؤلاء العائلات وبعض عناصر حراسة المخيم الذين يتقاضون مبالغ مالية كبيرة، تصل في بعض الأحيان لأكثر من 10 آلاف دولار أمريكي مقابل الشخص الواحد، وذلك بهدف إيصال تلك العائلات إلى أماكن تجمع عناصر التنظيم سواءً في شرقي سوريا أو في البادية حيث ينتشر التنظيم بشكل مكثف.
مراسل منصة SY24 أشار إلى استمرار محاولات تهريب عائلات داعش الأجانب من مخيم الهول خلال الفترة الماضية مع توقعات بزيادة عدد تلك المحاولات مع حلول فصل الشتاء، بسبب انخفاض مجال الرؤية وسوء الأحوال الجوية التي تساعد تلك العائلات على التخفي في حال خروجهم من المخيم.
المراسل نقل عن مصادر داخل الهول، قولها: إن “عمليات التهريب تتم بالتعاون بين بعض السماسرة وبين عناصر حراسة المخيم أو مع موظفي المنظمات الدولية والمحلية العاملة فيه، حيث يتم إخفاء تلك العائلات داخل سيارات المنظمات وتهريبهم إلى الخارج بعد تقاضي مبالغ مالية ضخمة، أو تزوير بطاقات مرضية وإسعافية بغرض إخراج بعض النساء إلى مشافي مدينة الحسكة ومن هناك يتم تهريبهم بالاتفاق مع الكادر الطبي”.
فيما أكد المراسل أن بعض العائلات استطاعت الهرب من مخيم الهول عن طريق الاختباء داخل صهاريج المياه التي تدخل إلى المخيم بشكل يومي، حيث يتم تخصيص مكان سري داخل الصهريج يتم إخفاء تلك العائلات فيه لعدة ساعات مع إعطائهم زجاجات من الماء وبعض الطعام، حيث يضطرون للبقاء داخل الصهريج لأكثر من 20 ساعة قبل أن يصلوا إلى وجهتهم.
من جهتها، عمدت إدارة مخيم الهول للنازحين على تغيير عناصر الحراسة الخاصين بقطاع المهاجرات بشكل دوري مع عدم السماح بوجود أي احتكاك فيما بينهم لتجنب حصول أي اتفاق قد يفضي إلى مساعدة تلك العائلات بالهرب مقابل مبالغ مادية، بالإضافة إلى إغلاق مكاتب بعض المنظمات بعد تورط عدد من موظفيها في تهريب بعض السلع والبضائع الممنوعة إلى داخل المخيم وبيعها للنازحين بأسعار مرتفعة.
الجدير بالذكر أن مخيم الهول للنازحين الموجود في ريف الحسكة الجنوبي ما يزال يشهد أحداثاً أمنية مضطربة مع استمرار محاولات عائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب الهرب منه، بالإضافة إلى نشاط خلايا التنظيم ضد كل من يعارضه داخل المخيم وتنفيذ عدة عمليات مسلحة ضد قوات “قسد” أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصرها، فيما قامت الأخيرة بتنفيذ عدة حملات أمنية استطاعت خلالها اعتقال عدة أشخاص قالت إنهم خلايا نشطة تابعة لداعش.