سجلت مدينة ديرالزور عشرات الشكاوى من قبل السكان المحليين بسبب تراكم القمامة في الساحات الفارغة داخل الأحياء السكنية أو على الطرقات الجانبية لعدد من الشوارع الرئيسية والحيوية فيها، الأمر الذي يهدد السلامة العامة وخاصةً بالنسبة للأطفال الذين يتجمعون حول تلك المكبات ويعبثون بها، ما قد يسبب لهم العديد من الأمراض السارية ويتسبب لهم بإصابات خطرة.
أهالي المدينة اتهموا مجلس محافظة المدينة وبلديتها بالتقاعس عن أداء واجباتهم في العديد من المسائل المتعلقة بسلامة المواطنين وصحتهم وإهمال المصلحة العامة على حساب مصالحهم الشخصية، وبالذات مع قيامهم بتقليل عدد عمال البلدية في الأحياء السكنية وتوظيف بعض الأشخاص على الورق دون تسجيل أي حضور رسمي لهم على أرض الواقع.
مراسل SY24 في ديرالزور ذكر أن مسؤولين في بلدية ديرالزور يقومون منذ سنوات بتوظيف العديد من الأشخاص بصفة “عامل تنظيفات” في عدد من أحياء المدينة، غير أن هؤلاء العمال يتقاضون رواتبهم دون تسجيل حضور لهم في ساحات العمل وذلك مقابل مادي يتم دفعه لمسؤولي البلدية، ما سبب بزيادة الضغط على العمال الحقيقيين جعلهم غير قادرين على تغطية مساحات واسعة من الأحياء المكتظة بالسكان.
ونقل المراسل عن مصادر داخل مجلس بلدية ديرالزور، قولها: إن عدد من هؤلاء الموظفين غير متواجدين في المدينة أصلاً ويتقاضون رواتبهم كل شهرين حال زيارتهم لها، بالإضافة إلى تواجد العديد من الفتيات والسيدات اللاتي تم توظيفهم في منصب “عامل تنظيفات” بالرغم من عدم وجود هذا المنصب للسيدات في المدينة، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على نظافة الأحياء السكنية وخاصة البعيدة عن مركز المدينة.
“مقداد”، من أهالي حي الجورة في ديرالزور، ذكر أنه قدم على وظيفة عامل تنظيفات في البلدية أكثر من عشر مرات غير أنه لم يستطيع إلى الآن الحصول على عمل، وذلك بسبب ما وصفه بـ”الفساد والمحسوبية التي تسيطر على المؤسسة وخاصةً من قبل مديرها ومسؤولي التوظيف والعقود فيها، لقيامهم بتعيين بعض الأشخاص في وظيفة عامل تنظيفات على الورق دون حضورهم للعمل بشكل نهائي، الأمر الذي تسبب بتراجع عدد عمال النظافة في المدينة وسبب بتراكم القمامة في أحيائها”، على حد وصفه.
وفي حديثه مع مراسل SY24، قال: “في الشارع العام لحي الجورة كان يوجد به أكثر من خمس عمال تنظيفات فقط يتناوبون على العمل خلال ساعات الدوام ما عدا بقية العمال الذين يعملون داخل الأحياء السكنية، ولكن مع مرور الوقت بات عدد هؤلاء العمال بالتناقص وبتنا لا نشاهد سوى واحد أو اثنين منهم في كامل الحي المكتظ بالسكان”.
وأضاف أن “تكدس القمامة في الأحياء السكنية أدى إلى تجمع الحشرات والقوارض والكلاب الشاردة في محيطها ما شكل خطراً كبيراً على حياة السكان و إزعاجاً لهم في المساء، ناهيك عن احتمال انتقال بعض الأمراض إلى الأطفال الذين يتخذون ساحات تجميع القمامة كمكان للهو واللعب وجمع بقايا الطعام والبلاستيك، وكل ذلك بسبب الفساد الكبير لدى موظفي مؤسسات النظام وعدم توظيف عمال قادرين على تأدية واجباتهم بعناية”.
يشار إلى أن بلدية مدينة ديرالزور التي تسيطر عليها قوات النظام، قامت بنقل مكبات القمامة إلى منطقة الجبل المحيط بالمدينة منذ قرابة ثلاثة سنوات دون أن تقوم بتخصيص مكان محدد لتجميعها، الأمر الذي تسبب بتكدس كميات منها في منطقة الجبل والمقابر وسبب مشكلة بيئية خطيرة وخاصةً مع هطول الأمطار وتشكل السيول وقيامها بجرف تلك القمامة إلى داخل البادية السورية ما قد يهدد الحياة البيئية والحيوانية فيها.