يواجه حراك السويداء الذي دخل شهر الثالث، خطاب كراهية غير مسبوق من ماكينات النظام الإعلامية، بهدف ضرب وتشويه صورة الحراك والمتظاهرين.
ويطفو على سطح الأحداث الدائرة في السويداء أسئلة عدة، من بينها “كيف يتعامل ناشطو السويداء مع خطاب الكراهية من النظام وأبواقه الإعلامية والسياسية؟”.
ولفتت شبكة “الراصد” الإخبارية من داخل السويداء، إلى أنها أجرت استطلاع رأي على عينة من 192 شخصا بخصوص رأيهم حول خطاب الكراهية من وسائل إعلام النظام تجاه حراك السويداء.
وأوضحت أن 78 بالمئة اعتبره خطاب كراهية تحريضي على المحتجين، بينما اعتبره 9 بالمئة وطني، فيما أعرض 13 بالمئة عن الإجابة.
وعن الطريقة الأمثل لمكافحة خطاب الكراهية في الإعلام، اقترح 81 بالمئة من المجيبين على استطلاع الرأي أنه يجب العمل من خلال وسائل إعلام مستقلة على تبني خطاب مضاد مهمته وأد الكراهية بالخطاب الإعلامي من خلال نشر محتوى يمتاز بفكر جامع واعي، حسب الشبكة ذاتها.
من جهتها، قالت الناشطة السياسية ابنة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إنه “من الطبيعي أن يتم مواجهة حراك السويداء بخطاب كراهية وحقد من ماكينات النظام السورية، والكل يعلم أنه على مدار 60 سنة من حكم النظام لسورية كان يبث بذور الحقد والطائفية بين الطوائف والمذاهب بشكل خبيث جدا”.
وأضافت أنه “عندما قامت الانتفاضة في السويداء فإنها عرّت وكشفت هذا النظام للعالم كله بأنه كان يلوح بورقة الطائفية أمام العالم ويحتمي بها بدلا من حمايتها، وبالتالي من الطبيعي أن يلجأ لأساليب خبيثة للتقليل من قيمة هذا الحراك و تشويه صورة الحراك، من خلال اتهام الناشطين بالعمالة لإسرائيل والخارج تارة، أو اتهام الحراك بالطائفية باللعب على وتر الرايات والأعلام تارة أخرى، بهدف أن تسعى كل المحافظات لمهاجمة هذا الحراك وعدم التفاعل معه”.
وأكدت أن “مواجهة هذه الكراهية يكون بإصرارنا على سلميتنا بحراكنا، لأن بوصلتنا هي أن سوريا واحدة موحدة، إضافة إلى تطبيق القرار 2254 وعودة المهجرين والنازحين وصولا إلى دولة العدالة والقانون والمساواة”.
ومع استمرار الحراك وتوافد المحتجين إلى ساحة الكرامة وسط السويداء والساحات الأخرى في البلدات والقرى، يؤكد المتظاهرون أنهم باقون في الساحات حتى تنفيذ القرار 2254، ولن يتم التوقف أو التراجع حتى نيل الحقوق، على حسب تعبيرهم.
ومنذ بداية الاحتجاجات المطالبة بالتغيير السياسي، قبل أكثر من شهرين في محافظة السويداء، دأب أهالي المحافظة في مختلف المناطق على تحطيم وإزالة صور ورموز النظام وأعوانه، واستبدالها بصور لشخصيات ورموز وطنية، وفق ناشطين وشبكات محلية.