أكد مراقبون عودة نشاط تنظيم داعش إلى الواجهة من جديد في منطقة البادية السورية، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول السبب وراء هذا النشاط.
وفي المستجدات، لقي 3 عناصر من المجموعات المدعومة من إيران والمساندة لقوات النظام السوري إضافة إلى إصابة آخرين، بهجوم لتنظيم داعش استهدف مقراً لهم بريف حمص الشرقي.
وحسب ما تم تداوله، فإن التنظيم وخلاياه استهدفوا بقذيفة آر بي جي والأسلحة الرشاشة مقراً عسكرياً لفصيل مدعوم من الميليشيات الإيرانية، وذلك على أطراف منطقة السخنة في بادية ريف حمص الشرقي.
ويعتبر هذا الهجوم هذا الهجوم هو الثالث من نوعه خلال أسبوع، والذي يستهدف مقرات للنظام وميليشياته المساندة.
وحول ذلك، قال مصدر ميداني مهتم بتوثيق التطورات في البادية السورية لمنصة SY24، إن “هجمات التنظيم لا تتوقّف في بادية حمص ولكنها أحيانا تقتصر على قنص عنصر أو عنصرين وأحيانا تقوم بتبخير مجموعة عناصر”.
وأضاف أن “النظام والإيرانيين غالبا لا يعلنون عن خسائرهم دفعة واحدة فيعلنوها تباعا مما يعطي الانطباع أن العمليات متواصلة ومستمرة”.
الجدير ذكره أن منطقة “السخنة” بريف حمص الشرقي، تشهد انتشاراً مكثفاً للميليشيات الإيرانية ومجموعات مساندة للنظام السوري، بالتزامن مع حملات التمشيط التي تشهدها عموم البادية بحثاً عن “داعش” وخلاياه النائمة.
من جهته، قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إن “تنظيم داعش ينشط عندما يضعف النظام السوري وبالتالي هذا أحد أهم أسباب ظهور التنظيم في المنطقة، في حين ما زال التنظيم يعتمد في عملياته العسكرية على تكتيك الذئاب المنفردة بحيث يستهدف قوات النظام وينسحب من المكان ولم يعد يتمسك بالجغرافيا مطلقا، وذلك لتحقيق أعلى المكتسبات من خلال الانسحاب بعد تنفيذ المهمة”.
وتابع “لكن أسباب ظهوره في هذا التوقيت فهي مرتبطة بمسألة أن التنظيم بحاجة إلى السلاح، وهذا يدعوه إلى ضرورة أن يكون هناك عمل عسكري بعيدا عن تحقيق أي هدف سوى عمليه التذخير، وهذه العمليات اشتهر فيها التنظيم وذلك من أجل إلحاق أكبر كم من الخسائر في صفوف النظام، ومن ثم استثمار هذه الأسلحة في تذخير التنظيم تجاه القوى التي يستهدفها أيّاً كان مسماها”.
وأوضح متابعاً “يعتبر النظام السوري من أضعف تلك القوى التي يواجهها التنظيم، لذلك نراه يستهدفه بشكل مستمر وبوتيرة متغيرة وفق حاجة التنظيم للسلاح”.
ورأى أن التنظيم سيقوم بمزيد من العمليات العسكرية في هذه المرحلة بالذات، نظرا لأن النظام لم يعد لديه القدرة الاستخباراتية على التحرك حتى في مناطق نفوذه، لا سيما وأن المناطق التي يهاجمها التنظيم هي مناطق مفتوحة مثل البادية السورية وصولا إلى أطراف مدينة السخنة في محافظة حمص، حيث تتواجد حقول الغاز والنفط، وبالتالي القوى الموجودة في هذه المناطق تقتصر على النقاط الأمنية لحماية الطرق الدولية المؤدية إلى مصادر النفط في هذه المناطق”.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية تحاول أن تجد لها موطئ قدم والتمدد في منطقة البادية وتحديداً في ريف حمص الشرقي، وذلك بحجة محاربة “داعش”.
وبين الفترة والأخرى يخرج التنظيم وماكيناته التابعة له، للإعلان عن تبنيه للعمليات الأمنية ضد قوات قسد أو حتى ضد قوات النظام السوري وميليشياته وبالأخص شرقي سوريا.
بدوره، يؤكد التحالف الدولي، أن من أهم أولوياته في سوريا هو القضاء على تنظيم داعش، وإحلال السلام والأمن في المناطق التي يخرج منها.