تتعالى الأصوات من داخل مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، مستنكرة صمت الهيئة وزعيمها الجولاني عن التصعيد العسكري المتواصل من قوات النظام السوري وروسيا على شمال غربي سوريا.
ولفتت المصادر المحلية إلى أن الهيئة نسيت شيئا اسمه جبهات وتتجه الآن نحو إقامة نفوذ وسلطة وتجارة في إدلب، حسب رأيهم.
وتساءل بعض المراقبين عن سبب هذا الصمت غير المسبوق رغم امتلاك الهيئة ما لا يقل عن 60 ألف أمني ومقاتل، وقدرتها على فتح معارك حرب عصابات واستنزاف على مساحات شاسعة وصولا إلى الساحل، وإمكانية تجييش عشرات ألوف الشباب؟.
وقال ناشط سياسي من منطقة إدلب فضّل عدم ذكر اسمه لمنصة SY24، إن الهيئة بالفعل تناست مهمتها التي قامت عليها واتجهت للتجارة والمولات والمعابر وفرض الإتاوات، ورغم اعتداءات النظام السوري وعدوانه المستمر على إدلب، تتعامى الهيئة عن فتح الجبهات، في حين أصبح شغلها الشاغل الضغط على الناس أمنيا، ومحاسبة أي منتقد لهم وفرض الضرائب وبناء المشاريع التي تدعم سلطتهم وتطيل وجودهم”.
واعتبر أن أنظار الهيئة باتت في الآونة الأخيرة لا تتوجه إلا صوب المعابر لما فيها من عائدات مادية كبيرة، وآخرها المعارك التي افتعلتها الهيئة بغية السيطرة على معبر الحمران الاستراتيجي، ولذا فإنها تعتبر فتح الجبهات مكلف لها ماديا واقتصادياً، ومن أجل ذلك تنتظر من الفصائل الأخرى التابعة للجيش الوطني المبادرة وفتح الجبهات دون أن يكون لها أي دور، وفي حال كان لها دور عسكري فإنه يقتصر على القصف على أراضي زراعية في مناطق خاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، والأمثلة كثيرة، وفق تعبيره.
مصادر محلية من أبناء المنطقة، لفتت إلى انشغال الجولاني والهيئة في هذه الفترة بفرض الرسوم والإتاوات على مزارعي الزيتون وأصحاب المعاصر بدلا من الالتفات إلى فتح الجبهات، وفق وجهة نظرهم.
وعلى الفور خرج الجيش الإلكتروني التابع للهيئة من أجل الدفاع عنها، زاعمين أن الهيئة تعد العدة لمفاجأة النظام واستهدافه في معاقله والمناطق الخاضعة له، وذلك للتعتيم على كل الانتقادات الموجهة ضد الهيئة من ناشطين ومصادر محلية.