مشروع “الزراعة المائية” يبصر النور للمرة الأولى في الشمال السوري، على يد مهندسين سوريين، بدؤوا بتنفيذ التجربة الأولى منذ أشهر في منطقة جنديرس بريف حلب، كواحد من المشاريع الزراعية الحديثة، بدعم من “منظمة وطن” العاملة في المنطقة، والتي تشرف على عدد من المشاريع الزراعية والإنتاجية هناك.
يقول “عبد الوهاب طيفور” المهندس المشرف على المشروع في حديثه إلينا: إن “مفهوم الزراعة المائية بشكل مبسط هي زراعة بدون تربة، عن طريق زراعة البذور مباشرة في المياه الغنية بالمغذيات عبر وسيط وهي مادة (البرلييت) مهمتها تثبيت الجذور، وتتميز الزراعة المائية بأنها توفر فرص عمل لليد العاملة، وتساهم في إنتاج النباتات على مدار العام باختلاف الظروف المناخية”.
بدأت تجربة المهندس “عبد الوهاب” في ستة بيوت بلاستيكية، مساحة الواحد منها تصل إلى 360 متر مربع مجهزة بطاقة شمسية، وكهرباء وحراق ديزل، وخزانيّ مياه علوي سفلي، لكل واحد منها مهمة معينة، وتعد زراعة رائدة في المساحات الضيقة إذ يمكن للبيت الواحد أن ينتج من 3 _ 5 طن من النباتات وتختلف باختلاف الصنف والنوع.
يخبرنا من خلال تجربته بزراعة عدة أنواع منها البصل والخس والبندورة والخيار والفليفلة والفاصولياء والكوسا والقرعيات والباذنجان وغيرها، أنها كلها تجارب ناجحة ومنتجة، ولكنها تعتمد على خبرة طويلة بالأصناف والأمراض والحشرات والأسمدة.
وهذه النتائج هي حصيلة عدة تجارب في السنوات السابقة أجراها المهندس في مساحات قليلة حسب قوله، ونجاح هذه المشاريع في المنطقة يمكن المزارعين من إنتاج الخضار في أي مكان وفي أي وقت من السنة ، مردود إنتاجي كبير وموارد أقل.
عن هذه الزراعة يقول المهندس الزراعي “موسى البكر” في حديثها إلينا إن هذا النوع من الزراعة يمكن الاستفادة من كامل المساحة رغم صغرها، ويوفر اليد العاملة، وهي مستمرة صيفاً وشتاءً لتحكمها بدرجة الحرارة والرطوبة، كما أنها مهمة بسبب حاجة الناس إلى الخضروات على مدار العام ضمن الاستهلاك اليومي.
وأكد أن من الزراعات ذات الإنتاجية العالية حيث يمكن للصنف الواحد في البيت المثالي أن ينتج من 4_5 طن
خلال الموسم الواحد وتختلف حسب نوع النبات ووزنه متوقعاً أن تكون من المشاريع الرائدة في الشمال السوري خلال السنوات القادمة.