حذر مربو الماشية في جميع مناطق شمال شرق سوريا من تدهور قطاع الثروة الحيوانية جراء ما وصفوها بـ”السياسات الجائرة التي تتبعها الهيئات واللجان التابعة للإدارة الذاتية في المنطقة”، والتي تسببت خلال عدة سنوات بتراجع كبير في أعداد المواشي وارتفاع أسعارها وغير ذلك من الأسباب التي أدت إلى خسائر مادية كبيرة مني بها التجار.
مربو الماشية طالبوا بضرورة زيادة كمية العلف المخصص لماشيتهم والتي تقدر بثلاثة كيلو غرام من مادة النخالة لكل رأس من الغنم او البقر أو الإبل، بالإضافة إلى تحسين جودة الأعلاف وتخفيض أسعارها والسماح لهم باستيرادها من خارج مناطق “الإدارة الذاتية” دون فرض أي قيود أو جمارك عليها، وذلك بهدف زيادة الإنتاج وتعويض الخسائر التي تعرضوا لها خلال السنوات الماضية.
مراسل منصة SY24 نقل عن مصادر داخل هيئة الاقتصاد في “الإدارة الذاتية” قولها إن أعداد الماشية في مناطق شرقي سوريا تراجعت خلال السنوات الخمس الماضية لعدة أسباب أهمها التهريب، وانخفاض الدعم والظروف الجوية السيئة وانخفاض منسوب نهر الفرات وتدني مساحات الرعي وعدم توفر الأدوية البيطرية والرعاية الصحية الكافية لها، الأمر الذي تسبب بارتفاع أسعار اللحوم في المنطقة وخسارة التجار لأكثر من نصف قطعانهم خلال وقت قليل.
المصادر ذاتها قالت إن جميع الخطط التي تقدم بها مسؤولو “الإدارة الذاتية” لتحسين إنتاج الثروة الحيوانية في مناطق شرقي سوريا باءت بالفشل، وذلك بسبب انعدام الخبرة لديهم وعدم إجراء إحصائيات كافية حول أسباب تراجع الإنتاج واستمرار سياسة رفع الدعم عن القطاعات الرئيسية مع عدم السماح للتجار باستيراد المواد الأساسية من خارج المنطقة دون فرض قيود أو جمارك عليها.
“حسام الحمادي”، تاجر ماشية من ريف ديرالزور الغربي، ذكر أنه “اضطر لبيع أكثر من نصف قطيع الماشية الذي يملكه خلال السنوات الثلاث الماضية من أجل تأمين ثمن العلف لبقية أغنامه، وذلك بعد تخفيض الإدارة الذاتية كمية العلف المخصص لهم لتصل إلى ثلاثة كيلو غرام من مادة النخالة، بالإضافة إلى تدني مساحة الأراضي المخصصة للرعي والعديد من الإجراءات التعسفية التي طالت قطاع الماشية”، على حد وصفه.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال:” كنت أمتلك أكثر من 500 رأس غنم واليوم لم يتبقى لدي سوى 200 وربما سأخسر نصفها قبل نهاية العام الجاري، لعدم قدرتي على تحمل تكاليف العناية بها وإطعامها وتأمين الأدوية البيطرية الضرورية اللازمة لها في ظل الغلاء الكبير في الأسعار وعدم توفير الدعم الكافي لهذا القطاع المهم”.
وأضاف:” يجب على الإدارة الذاتية إقالة المسؤولين عن ملف الثروة الحيوانية فيها وتعيين أشخاص يمتلكون الخبرة بهذا المجال وذلك من أجل زيادة الإنتاج، بالإضافة إلى السماح لنا باستيراد العلف من خارج المنطقة دون فرض قيود وجمارك باهظة عليها وغير ذلك من الإجراءات التي تساعد على زيادة أعداد الماشية وتحريك الجمود الذي أصاب السوق المحلية”.
والجدير بالذكر أن أعداد الماشية في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا قد تراجعت نسبة 60% خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة انخفاض المساحات المزروعة وعدم توفير الأعلاف والأدوية البيطرية بشكل مستمر، ناهيك عن استمرار عمليات تهريب الماشية إلى مناطق النظام عبر المعابر النهرية غير الشرعية، وغير ذلك من المشاكل والصعوبات التي أثرت على قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة.