سلّط بعض أبناء مدينة الرقة الضوء على عدد من الأطفال الذين أجبرتهم الظروف على ترك مقاعد الدراسة والتوجه للعمل بمهن تحرمهم من طفولتهم، مطالبين بضرورة إيجاد الحلول لوضع حد لعمالة الأطفال.
وتحدثت المصادر ذاتها عن طفلين يعملان في تلميع الأحذية في شوارع المدينة، كمثال واضح عن حال بعض الأطفال الذين هم ضحية ظروف اقتصادية ومعيشية ضاغطة على ذويهم، بحسب تعبيرهم.
وذكرت أن الطفلين نزحا مع عائلتهما من حلب إلى الرقة، مشيرة إلى أن ظروف الحرب والنزوح حرمتهما من إكمال دراستهما، وأبعدتهما عن مقاعد الدراسة، وعن أقرانهما من الأطفال.
وكان من اللافت للانتباه، هو حالة الحزن والألم من كثيرين على حال الأطفال الذين يضطرون للعمل وكسب بعض المال لإعالة أسرهم في تحمل نفقات العيش الكبيرة.
وتساءل عدد من الرافضين لظاهرة عمالة الأطفال: إلى متى سنجد مثل هؤلاء الأطفال محرومين من عيش طفولتهم، ومتحملين مشقاتٍ لا تتناسب مع أعمارهم؟، وفق كلامهم.
كما تساءل البعض الآخر: متى تتحقق المسؤولية الكاملة تجاه أطـفال الحـرب، بأن يكونوا في أماكن تدعم طفولتهم، في مقاعد العلم؟
وبين فترة وأخرى، تفيد الأنباء الواردة من عموم المنطقة الشرقية بأن مشكلة عمالة الأطفال مشكلة كبرى تتفاقم يوم بعد يوم، في حين يرى سكان المنطقة أنه يجب أن يكون هناك بحث معمق في الأسباب والآثار وإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.
ووسط كل ذلك، يعتبر الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه الناس بأن له دور كبير في هذه المشكلة، في حين تتعالى الأصوات مطالبة السلطات المحلية والمنظمات والجمعيات بتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية المجتمعية.
ويعاني سكان المنطقة الشرقية من انتشار مظاهر المدمنين وعمالة الأطفال، إضافة إلى المعاناة من بيع الأطفال للحبوب المخدرة والحشيش في الحدائق والأماكن العامة، وفق مصادر متطابقة.
ومؤخراً، سلّط ناشطون من أبناء المنطقة الشرقية الضوء على ظاهرة التشرد وتسول الأطفال في الشوارع، إضافة إلى ظاهرة نبش الأطفال لحاويات القمامة.