حلقت أسعار الملابس الشتوية عالياً هذا العام، وباتت خارج قدرة كثير من السوريين، وسط إقبال ضعيف من الأهالي على الشراء، لاسيما الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، فيما تخلى قسم كبير منهم عن شراء الكسوة، والبحث عن بدائل أقل تكلفة مثل شراء الملابس من البالة، وإعادة تدوير الملابس القديمة في محلات الخياطة أو الاكتفاء بالموجود، حسب قول من تحدثنا إليهم من أهالي ريف دمشق.
وأقرت جمعية حماية المستهلك في حكومة النظام لموقع محلي، أن هناك ارتفاع خيالي في أسعار الألبسة الشتوية هذا العام، لوحظت خلال الجولات الميدانية التي أجرتها على الأسواق منذ أيام.
وأكدت من خلال المعاينة على أرض الواقع أن إقبال المواطنين على الشراء ضعيف جداً، بسبب تدني القدرة الشرائية للمواطن، إضافة إلى وجود أنواع رديئة في السوق، حيث تأخذ المصانع الأقمشة ذات الجودة المنخفضة تصنعها وتطرحها في السوق وبأسعار خيالية.
كما تلجأ شريحة واسعة من الأهالي في مختلف المناطق السورية، إلى المحلات التجارية المخصصة لبيع ألبسة البالة، وتقصد البازارات، وبسطات الألبسة المستعملة، والمحلات الشعبية، التي تجذب الزبائن بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالألبسة الجديدة في الأسواق.
فتدني القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، والغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق لكافة الأصناف والمواد والسلع وكذلك الثياب والأحذية، وعدم تناسبها مع دخل الفرد، أجبر كثير منهم، على قصد أسواق البالة وشراء حاجياتهم منها، وتتنوع الآراء بين رضى البعض عن نوعية وسعر مايشتري، وبين من يشتري رغماً كنوع من التأقلم مع ظروفه المعيشية والاقتصادية.
يذكر أن الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل عام جعل كثير من الأهالي يتحايلون على ظروفهم المعيشية إما بالتخلي والاستغناء أو التدبير وإعادة التدوير، وخاصة أن نسبة الفقر قد وصلت قرابة 90 بالمئة من السكان في الداخل السوري حسب تقديرات الأمم المتحدة.