ما تزال هجمات تنظيم داعش وخلاياه ضد قوات النظام السوري وميليشياته في البادية السورية، هي سيدة الموقف والعنوان الأبرز لما يجري من تطورات هناك.
وفي المستجدات، نفذ تنظيم داعش وخلاياه النائمة، مساء أمس الإثنين، عدة عمليات تسلل مباغتة استهدفت مقرات ميليشيا “الدفاع الوطني” المساندة للنظام السوري في بادية ريف حمص الشرقي.
وامتدت هجمات التنظيم إلى بادية الرصافة بريف الرقة شرقي سوريا، ما أسفر عن مقتل عنصرين للنظام أحدهم برتبة ضابط وإصابة آخرين.
وحسب أبناء المنطقة الشرقية والأخبار التي تصلهم باستمرار عن تحركات داعش في البادية، فإن عناصر التنظيم تمكنوا من التسلل إلى تجمع لقوات النظام وفتحوا النار عليهم بشكل مكثف، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة ثالث.
من جهتها، ادّعت ماكينات النظام الإعلامية، أن قوات النظام وميليشياته وبإسناد من الطيران الحربي الروسي، تصدت لهجوم مجموعات من تنظيم داعش على مواقع ونقاط عسكرية في البادية السورية قرب منطقة الرصافة جنوبي الرقة، دون تفاصيل عن حجم الخسائر التي لحقت بها من جراء ذلك.
وحسب الأنباء الواردة من البادية السورية، فإن هجمات داعش الأخيرة انطلاقا من بادية ريف حمص الشرقي وصولا إلى باديتي الرقة ودير الزور، هي الأعنف منذ مطلع العام الجاري، وفق مراقبين.
وعلى مدار خمسة أيام متتالية، خلال الأسبوع الماضي، لم يتوقف داعش عن توجيه الضربات لقوات النظام والمجموعات المساندة له، إذ تعرضت مواقع تابعة لميليشيا “لواء القدس” المدعوم من روسيا حاليا وسابقا من إيران، على أطراف بادية السخنة، ما أسفر عن مقتل عدد منهم.
ويرى مراقبون أن تنظيم داعش وخلاياه النائمة نجح في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية السورية، بعكس المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ورغم تباين الآراء التي يشير بعضها إلى انحسار داعش في سوريا، وبعضها الآخر يرى أنه يعمل على تجديد قوته وخاصة شرقي سوريا، تؤكد التقارير أنه نجح في استمرار التواجد بشكل خاص في البادية السورية التي تخضع لسيطرة النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية.
وفي السياق، أجمع عدد من المهتمين بتحركات التنظيم، على أن داعش يتواجد أصلا في البادية منذ فترة طويلة، ولكن مع انسحاب مرتزق “فاغنر” الروسية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، إضافة لضعف قوات النظام بسبب الاستنزاف المستمر عاود للظهور مرة أخرى.