غزت عروض البيع والتسويق الإلكتروني مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، من قبل أشخاص باتوا يمتهنون التسويق لمنتجاتهم وبضائعهم بهذه الطريقة، ومنهن من استغنى عن المحل التجاري ولجأ إلى البيع من المنزل بهذه الطريقة.
حيث تنوعت تجارب وأفكار البيع لدى الأهالي السوريين في شراء المنتجات وبيعها على مواقع التواصل الاجتماعي، منهن من حصل على منتجات تخالف الوصف المذكور في الإعلان، وآخرون كانت المواصفات متطابقة تماما الوصف والصورة حسب ما أكده عدد من الأهالي تحدثنا إليهم.
كذلك أصبحت أسواق المستعمل بازار موجوداً بشكل افتراضي يحوي عدداً كبيراً من رواد مواقع التواصل، بين بائعين ومشترين، ومسوقين لمنتجاتهم دون الحاجة لوسيط أو طرق ثالث بين البائع والمشتري.
اعتمدت السيدة “رحاب” 33 عام، مقيمة في منطقة عقربات شمال إدلب، في التسويق الالكتروني على خلق فرصة عمل لها من داخل منزلها، وبرأس مال بسيط، حيث قامت بإنشاء مجموعة على تطبيق (واتس اب)،وقامت بإضافة معارفها وأصدقائها وكل من ترغب بالانضمام إليها بقصد الشراء، و روجّت لمجموعتها عبر التطبيقات الأخرى، وأصبحت تضم قرابة 180 سيدة يتعاملون معها منذ عدة أشهر.
تقول رحاب إنها “تقوم بعرض صور لمنتجات مثل الملابس النسائية وملابس الأطفال وأحذية وحقائب وإكسسوارات ومواد تجميل، مع وضع السعر على كل منتج وإضافة نسبة ربح تصل من 15 _25 ليرة حسب القطعة، بحيث تقوم السيدات الموجودات بطلب قطعة معينة منها، حسب احتياجاتهم، وتتكفل رحاب بتوصيل القطع اذا كانت المنطقة قريبة من مكان سكنها، وذلك لكسب مزيد من الزبائن واستمرار عملها”.
إذ دفعت الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية عدداً كبيراً من النساء والرجال إلى خوض مجال التسوق والبيع والربح عن طريق الإنترنت، وكسر الصورة النمطية لربة المنزل، كونها أصبحت قادرة على تأمين عمل لها داخل بيتها، وأصبحت ظاهرة الأسواق الإلكترونية منتشرة بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي والكثير من التطبيقات الإلكترونية، دون الحاجة إلى وجود رأس مال كبير، أو تكاليف إضافية الأجرة المحل وعرض المنتجات.
تخبرنا رحاب وهي أم لستة أطفال أن واجباتها تجاه عائلتها ومنزلها منعها من افتتاح محل تجاري، إضافة إلى أنه يحتاج لرأس مال كبير، ما جعل العمل عن طريق التسويق الالكتروني مناسباً لها أكثر، تقول إنها تتحكم في وقت العمل حسب وقتها الخاص، ويقتصر عملها على عرض المنتجات عن طريق (الوتس اب)، وتسجيل التواصي ثم النزول مرة واحدة بالأسبوع إلى السوق لشرائها تأمينها لدى الزبائن.
كذلك تعمل سيدات كثر مثل رحاب على المنصات الأخرى مثل نشر صور المنتجات والتسويق لها عن طريق الفيس بوك، والتيك توك، والانستغرام، خاصة أنها تطبيقات لها نسبة متابعين كثر، و تحظى بمشاهدات عالية، ما يجعل كمية الطلب على المواد المعروضة أكبر.
و ترغب النساء والفتيات عادة في التسويق ببيع منتجات التجميلية والعناية بالبشرة، إذ أنهن الأقدر على تسويق تلك المواد، والتي تبدأ بدائرة المعارف الضيقة والأقارب والأصدقاء، ثم تتطور إلى كسب مزيد من الزبائن عن طريق الترويج للمواد بين بعضهم البعض وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ساهم الفضاء الإلكتروني بمختلف المنصات والمواقع الموجودة فيه، بخلق فرص عمل جيدة نوعاً ما، بالنسبة لكثير من الأشخاص في الشمال السوري، ولا سيما السيدات اللواتي يفضلن العمل من داخل المنزل، فوجدت نساء كثر، في التسويق الإلكتروني فرصة عمل مناسبة دون الاعتماد على شهادة علمية أو سنوات من الخبرة التي تطلبها أي مهنة أخرى، إضافة إلى وجودهن طيلة الوقت جانب أطفالهن، فضلاً عن توفير مردود مادي مقبول، يساعدهن في متطلبات الحياة ولو بشكل بسيط.