أكثر من ثلاثة أشهر على استلام الحاجة السبيعية “أم حسين” آخر سلة معونة شهرية، في مكان سكنها بأحد المخيمات في منطقة عقربات شمال إدلب، بعد شح وانقطاع في تقديم سلل المعونة الشهرية لكثير من العوائل في شمال غربي سوريا، معظمهم من النازحين والمهجرين، ومن ذلك الوقت تعاني من تأمين أهم المواد الغذائية الأساسية لعائلتها كالزيت والخبز الأرز وغيرها.
تقول “أم حسين” إنها تعيش مع زوجة ابنها المتوفي، وأبنائه الأربعة في خيمة واحدة، ولا معيل لهم منذ وفاته، وكل اعتمادهم على المساعدات الإنسانية المقدمة لهم كفالة مادية لأحد الأطفال الأيتام لا تتجاوز 500 ليرة تركية شهرياً، وسبب انقطاع السلة الشهرية كارثة حقيقة على العائلة، وسط غلاء معيشي كبير وتدني مستوى الدخل حيث كانت تعينها بشكل كبير من ناحية وجود الحبوب والسمن والزيت، وتبيع قسماً منها لتأمين باقي الحاجات غير الموجودة فيها.
تكمل والدمعة في عينها أنها الوضع المأساوي الذي يعيشه أحفادها يحرق القلب، ولو كانت قادرة على العمل ما توقفت أبداً ولكنها امرأة مسنة لا تملك سوى الدعاء.
“أم حسين” واحدة من مئات آلاف العوائل في الشمال السوري الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والإغاثية في معيشتهم، حيث بدأت الآثار السلبية لوقف وتخفيض المساعدات يظهر في معظم المناطق، تزامناً مع الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، ولاسيما لقاطني المخيمات، إذ أن معظمهم من النازحين والمهجرين الذين يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات ما تسبب بزيادة معاناتهم خاصة فيما يتعلق بالغذاء وتأمين المياه بشكل عام.
وفي ذات السياق، كان فريق “منسقو استجابة سوريا” قد أعلن مطلع الأسبوع الحالي، عن اعتماد التفويض الرابع لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا من معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا، لمدة ثلاثة أشهر جديدة، بحيث ينتهي في 13 شباط من 2024.
وكذلك انخفض عدد الشاحنات الواصلة من المعبرين إلى نحو 796 شاحنة تدخل من معبر باب السلامة، و95 شاحنة من معبر الراعي تبدأ مع الحصول على تفويض دخول المساعدات في 13 من شباط 2023، كذلك بلغ عدد الشاحنات في تشرين الأول الماضي 155 شاحنة إغاثية دخلت من ثلاثة معابر حدودية، بانخفاض تصل نسبته 86 بالمئة عن الشهر نفسه خلال 2022.