شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا خلال الأسبوع الفائت، تسجيل حوادث أمنية متفرقة على صعيد الاغتيالات والخطف والقتل.
وقبل نحو أسبوع، تم تسجيل مقتل ضابطين للنظام وإصابة عنصر آخر من مرتبات اللواء 112 في قوات النظام، وذلك بانفجار عبوة ناسفة وقع قرب قرية السكرية بريف درعا الغربي.
وبعدها بأيام، لقي ضابط برتبة رائد مصرعه مع أحد مرافقيه، جراء استهدافهم برصاص مسلحين مجهولين، على الطريق الواصل بين مدينة نوى بلدة الشيخ سعد بريف درعا الغربي.
كما تم استهداف نقاط تابعة لفرع أمن الدولة وأخرى تابعة للسياسية في بلدة غباغب شمالي درعا من قبل مجموعة مجهولة، حيث دارت اشتباكات لأكثر من ساعتين، وسط أنباء عن وقوع إصابات في صفوف قوات النظام.
وفي السياق، عثر الأهالي في ريف محافظة درعا الغربي، مساء الإثنين، على جثة شاب عليها آثار إطلاق نار، بين بلدة المزيريب ومدينة طفس.
وفي السياق، توفي شاب من بلدة المزيريب متأثراً بجروح أُصيب بها قبل أيام، جراء إطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين.
من جهة أخرى، قضى شاب ينحدر من قرية زيزون بريف درعا الغربي، تحت التعذيب في أحد سجون قوات النظام، وذلك بعد خمس سنواتٍ من اعتقاله، في حين تحدثت مصادر أهلية عن تسجيل حالات خطف مدنيين على يد مجهولين بريف درعا الشرقي.
وفي ظل كل تلك التطورات وعودة عمليات الخطف والاغتيال، أوضح الباحث رشيد حوراني في حديثه لمنصة SY24، أن “عودة عمليات الخطف والاغتيالات يقف وراء معظمها النظام وأجهزته الأمنية، وتعود في هذه الآونة بسبب التقارب بل التوافق في الأهداف العامة بين درعا والسويداء بعد تحرك السويداء ومطالبتها بإسقاط النظام، ومثالها اغتيال الناشط الكفري من درعا بسبب مشاركته في مظاهرات السويداء”.
وأضاف “أمّا فيما يخص عمليات الخطف، فقد تضمن مرسوم العفو الأخير عفوا عمن قام بتلك العمليات التي انكشف أن عناصر النظام وعملاءه هم من ينفذوها”.
وأشار إلى أنه “بعد العفو من المحتمل أن تنشط عمليات الخطف، لأن العفو شكّل طمأنة للخاطفين أنه في حال انفضاحهم يقوم النظام بإنقاذهم”.
وعن وضع المنطقة وإلى أين تتجه، أجاب حوراني أنه “يمكن القياس على ما يجري في السويداء ومحاولات عزل النظام ومهامه بالتدريج، وهذا يتوقف على توفر الكوادر والموارد المالية”.
الجدير ذكره أن محافظة درعا تشهد تحرُّكات تنظيمية تزامُناً مع حَراك السويداء المستمرّ منذ نهاية آب/ أغسطس 2023؛ حيث تسعى اللجان المركزية في درعا لتأسيس آلية تنسيق وتعاوُن أكبر فيما بينها، بينما تعمل شخصيات من المحافظة على تشكيل مجلس مدني لإدارة شؤونها، حسب تقرير صادر عن مركز جسور للدراسات، مبينا أن تلك التحرُّكات ما تزال منفصلةً عن بعضها لكنّها تتقاطع بالهدف من ناحية قطع الطريق على النظام السوري والميليشيات الإيرانية لاستثمار الظروف القائمة، فضلاً عن اللحاق بحَراك السويداء.
وأوضح التقرير، أنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأت إيران تزيد من حضورها ونشاطها جنوب سورية؛ فهي سيطرت على العديد من الوحدات العسكرية وترسل لها تعزيزات باستمرار مثل اللواء 82 التابع للفرقة 24 في الشيخ مسكين واللواء 112 التابع للفرقة “5 ميكا” في نوى، واللواء 61 التابع للقيادة العامة بشكل مباشر، وكذلك الفرقة التاسعة التي يقع مقرها في الصنمين وتنتشر في عموم درعا.