استطاعت العديد من السيدات المقيمات داخل مخيم الهول للنازحين تحسين وضع عائلاتهن المعيشي وتوفير المزيد من الأموال، مما ساعدهن في بناء حياة جديدة بعد سنوات طويلة من الاحتجاز داخل المخيم. يقطن المخيم حوالي 56 ألف فرد، أغلبيتهم من النساء والأطفال، ويعاني المخيم من ظروف حياتية صعبة نظرًا لتدهور جودة الخدمات وتناقص المساعدات الإغاثية والرعاية الطبية.
فقد باشرت عدة سيدات بافتتاح مشاريع صغيرة داخل الخيام التي يسكنّها في مختلف أقسام المخيم. قدمن خدمات معينة لبقية النازحين مقابل أموال بسيطة تتناسب مع دخل سكان المخيم، وقد حوّلت هذه المبادرات بعض الخيام المجاورة إلى سوق صغير يتخذ منه بعض التجار وورش العمل والحرف البسيطة.
وأشار مراسل منصة SY24 في الحسكة إلى قيام عدة سيدات بفتح مشاريع صغيرة داخل خيامهن باستناد إلى دورات وتدريبات سبق وأخذنها من منظمات دولية تعمل في المخيم. هدف ذلك هو تعليمهن بعض المهارات الحرفية لتمكينهن من فتح مشاريع خاصة بهن، تُحقق لهن دخلاً إضافياً يساعدهن في تحسين وضعهن المعيشي.
ومن بين هؤلاء، سيدة تُدعى “أم إسماعيل”، نازحة سابقة من ريف دير الزور، أكدت أنها حوّلت خيمتها إلى ورشة خياطة صغيرة، بدءًا من استخدام معدات بسيطة مثل الإبر والخيوط والثياب القديمة، وبعد تقديم مبلغ مالي لأحد حراس المخيم، نجحت في توفير ماكينة خياطة يدوية، مما ساهم في تحسين وضعها المعيشي.
وخلال حديثها مع منصة SY24، قالت: “لم أتوقع أن تتحول هوايتي خلال الطفولة إلى مهنة تجلب لي دخلاً جيدًا، ساعدتني هذه المهارة خلال إقامتي في مخيم الهول على تحسين وضعي المعيشي، ومكنتني من شراء المستلزمات الأساسية التي تساعدني اليوم على تأسيس مشروعي الصغير في بلدي الأم”.
وأضافت أن “العمل في مخيم الهول صعب للغاية، حيث يتوجب على معظم النازحين العمل مقابل خدمات أخرى، على سبيل المثال، يُطلب مني خياطة فستان مقابل حصولي على حذاء جديد أو حقيبة مدرسية أو حتى الطعام. وفي بعض الحالات، يدفع بعض نساء عناصر تنظيم داعش بسخاء مقابل الخدمات التي نقدمها، خاصةً في حفلات الزفاف التي ينظمونها للأرامل والمطلقات”.
من جهتها، ذكرت السيدة “أم محمد”، نازحة سابقة في مخيم الهول، أنها تعلمت صناعة أكياس الاستحمام اليدوية وقامت ببيع كميات كبيرة منها للنازحين وموظفي المنظمات الدولية، وقد دفعها هذا النجاح لافتتاح ورشة صغيرة لتصنيع هذا المنتج بالتعاون مع أختها وابنتها، مما وفر لهن دخلاً جيدًا خلال فترة إقامتهن في المخيم.
يُذكر أن بعض المنظمات الدولية والمحلية في مخيم الهول قد قامت بتنظيم ورش تدريبية للنازحين بهدف تعليمهم مهارات حرفية تساعدهم على تحسين وضعهم المعيشي بعد مغادرتهم المخيم، وتتوجه هذه المنظمات بدعوات لتقديم المزيد من الدعم المالي لتعزيز هذه المشاريع الصغيرة التي تعتبر مصدر دخل للعديد من العائلات في المنطقة.