يواصل تنظيم داعش وخلاياه النائمة التكثيف من نشاطه الأمني وعملياته العسكرية في عموم البادية السورية، وذلك للشهر الثاني على التوالي.
وأفاد مهتمون بملف المنطقة وما تشهده من أحداث متسارعة، أن التنظيم يخوض معارك النفس الطويل مع قوات النظام السوري وميليشياته في البادية، حيث يقوم التنظيم النظام انطلاقاً من جبل البشري كقاعدة عمليات كُبرى، بمهاجمة مقرات قوات النظام في مناطق متفرقة من البادية.
وأمس الأربعاء، لقي عنصران للنظام السوري مصرعهما، بهجوم لداعش في بادية ريف دير الزور الغربي، في حين رأى مراقبون أن التعزيزات العسكرية التي أرسلتها قوات النظام نحو بادية ديرالزور والرقة، والقصف الروسي المكثف، لم ينتج عنها أي شيء يذكر، وفق تعبيرهم.
ولفت مراقبون إلى أن عدد قتلى قوات النظام وصل إلى 66 قتيلاً في أقل من شهر، خلال معاركها مع تنظيم داعش في البادية السورية.
وقبل يومين، هاجم عناصر التنظيم مجموعة تابعة لقوات النظام في بادية البوليل بريف ديرالزور الشرقي، حيث استخدم التنظيم الدراجات النارية في الهجوم المباغت على قوات النظام.
ورغم ملاحقة سلاح الجو الروسي للتنظيم واستهداف مخابئ يعتقد أنه يتوارى فيها، إلا أن العمليات لم تتوقف منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وكان اللافت للانتباه تأكيد أكثر من مصدر من أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن السبب الرئيس وراء ما يجري في البادية من تحركات لداعش هو انسحاب مرتزقة “فاغنر” الروسية من المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع بالتنظيم لزيادة زخم العمليات العسكرية والأمنية في البادية في سياسة وتكتيك جديد.
وحسب الأنباء الواردة فإن قوات النظام باتت اليوم في مأزق كبير في البادية، وبالتالي من الممكن أن تتخبط تلك القوات بشكل كبير جدا في الأيام القادمة وستعيش حالة من الإرباك، لأن التنظيم بدأ يزيد من أعداده ويكثف من عملياته.
ولا يقتصر الأمر على تخبط قوات النظام السوري بل يمتد الأمر إلى الميليشيات المدعومة من إيران، كونها خلال الأسابيع القليلة الماضية تكبدت الكثير من الخسائر في العتاد والأرواح بفعل هجمات التنظيم.
يشار إلى أن البادية السورية تساعد داعش على تنفيذ سياسة (اضرب واهرب)، وبالتالي وبسبب معرفته بالتضاريس والتعامل مع الأجواء المناخية غير الطبيعية، فإن تلك المناطق والمساحات الشاسعة تشكل بيئة حاضنة وسهلة لتحركات التنظيم، وهذا هو السبب الرئيسي وراء نجاحه في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية، حسب ما أفادت بعض المصادر لمنصة SY24.