حذّر مركز وصول لحقوق الإنسان من كارثة إنسانية تهدد اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان، وذلك مع حلول فصل الشتاء.
وأشار المركز الحقوقي في بيان، إلى أن مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان بحاجة ماسة وبشكل طارئ إلى تأمين أدنى المتطلبات الأساسية، لسد النقص الفادح في استعداداتهم لفصل الشتاء.
وأكد أنه من الضروري أن تتحرك المنظمات الإنسانية الدولية بشكل عاجل، لتفادي وقوع أي كارثة إنسانية أخرى كما في السنوات السابقة.
ولفت إلى أنه خلال العواصف السابقة في السنوات الأخيرة عانى اللاجئون السوريون في مخيمات لبنان من وفاة العديد من الأطفال وكبار السن بسبب البرد الشديد.
كما عانى اللاجئون السوريون من نقص وسائل التدفئة والمواد الغذائية، إضافة إلى انقطاع الطرقات بسبب الثلوج، يضاف إلى ذلك فيضان المخيمات بمياه الأمطار.
وتأتي تلك التحذيرات بالتزامن مع نية مفوضية شؤون اللاجئين الأممية قطع المساعدات والمعونات عن 32% من الأسر السورية اللاجئة في لبنان، مطلع العام 2024، بسبب نقص التمويل المقدم من الدول المانحة، حسب ممثل المفوضية.
وذكرت مصادر حقوقية وإنسانية لبنانية، أن إيقاف المساعدات عن نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين يتزامن مع تدهور اقتصادي واجتماعي وعجز في صفوف اللاجئين، في ظل غياب أي حلول بديلة لتأمين حاجاتهم الأساسية.
ومؤخراً، أفاد الحقوقي اللبناني محمد صبلوح لمنصة SY24، أن السلطات الأمنية اللبنانية تُصر على الحصول على الـ “داتا” الخاصة باللاجئين السوريين من مفوضية شؤون اللاجئين، واصفاً الأمر بـ “الخطير”.
من جهة ثانية، لا تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في لبنان على حلول الشتاء والضغوطات القادمة، بل تستمر المعاناة في ظل التضييق الحاصل من السلطات الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني.
ووثق مركز وصول الحقوقي خلال الأيام القليلة الماضية ترحيل لاجئين سوريين من بينهم شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل قسري إلى سوريا، حيث تم تسليمهم لقوات أمن النظام وسط المخاوف على مصيرهم.
كما تم أيضا اعتقال عدد من السوريين على أحد الحواجز اللبنانية أثناء توجههم إلى العمل، بحجة عدم امتلاكهم أوراقاً ثبوتية، وفق المصدر ذاته.
وفي هذا الصدد قال الناشط في المجال الإنساني محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن فصل البرد والتضييق الحاصل على اللاجئين السوريين في لبنان من أبرز التحديات التي يعانون منها في كل عام، ومن أجل ذلك تتعالى أصوات اللاجئين مطالبة بنقلهم إلى الشمال السوري أو التنسيق الأممي لتوطينهم في بلد ثالث، ولكن كل تلك النداءات لا تلقى أي صدى من أي جهات أو أطراف دولية، حسب تعبيره.
يذكر أن لبنان تؤوي ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية إن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.