تتباين الآراء حول الأسباب وراء عدم جدية الدول في استعادة مواطنيها من مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، وسط التحذيرات من الآثار السلبية التي تلقي بظلالها من جراء ذلك على الأطفال والنساء.
وحسب مركز carnegieendowment للأبحاث، فإن المجتمع الدولي يواصل تجاهل دعوات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية التي تطالب بإعادة الرعايا الأجانب إلى وطنهم.
وأضاف المركز أن العديد من الدول الآسيوية والأوروبية مترددة جدًا في استعادة العائلات من مخيم الهول، بحجة أنه يجب وضع آليات فحص معززة قبل أن تتم عملية الإعادة إلى الوطن على أساس كل حالة على حدة.
ولفت إلى أن دول أوروبا الغربية كانت مترددة بشكل خاص في إعادة مواطنيها، زاعمة أن العديد منهم لا يزالون يمثلون تهديدًا للأمن الأوروبي، وكانت توافق فقط على إعادة الأيتام إلى وطنهم.
وحول ذلك، قال الباحث رشيد حوراني لمنصة SY24، إن الموانع في إعادة العائلات من مخيم الهول إلى موطنهم الأصلي تتمثل من جانبين، الأول من جانب قسد ومحاولاتها تحويل هؤلاء الرعايا لورقة تستجر المصالح لها، من خلال زيادة الدعم المتعلق برعايتهم وتقديم التدريبات الأمنية لكوادرها من أجل التعامل معهم وغيرها، واستمرار التلويح بشماعة داعش وأن هؤلاء نواة لداعش من الممكن استثمارها من قبل التنظيم”.
وأضاف “أما الجانب الثاني، هو عدم جدية الدول التي لها رعايا في المخيم في استعادتهم تخوفا من تجربتهم المتطرفة وفكرهم المنحرف، وتأثيره على مجتمعاتهم”.
ووفقا لتقارير غربية وبينما لا تزال الدول الأوروبية تتأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة، يُترك لقوات سوريا الديمقراطية للتعامل مع الظروف المتدهورة في مخيم الهول بالإضافة إلى تداعياتها.
وتؤكد التقارير الغربية، بحسب ما ترجمت منصة SY24، أن الحل الأكثر فعالية لمشكلة مخيم الهول إلى جانب مخيمي النازحين في روج وعين عيسى، هو إعادة العائلات وأطفالهم إلى وطنهم، وأن يتم وضع استراتيجيات مناسبة لإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم في المجتمع، معتبرة أن “هذا هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لضمان ألا تصبح مخيمات النازحين في سوريا تجسيدًا دائمًا لإيديولوجية داعش وممارساته”.
وتفيد مصادر مقربة من قسد، أنه رغم نداءات الأمم المتحدة المتكررة، وتحذير منظمات دولية من أوضاع كارثية في مخيم الهول، إلا أن غالبية الدول تصرُّ على عدم استعادة رعاياها، ولم تستجب لدعوة الإدارة الذاتية إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة عناصر داعش القابعين في سجون قواتها، وفق تعبيرها.
وتتذرع الدول الأوروبية بمخاوف عديدة تمنعها من استعادة رعاياها من مخيمي الهول وروج، وأهمها الأسباب الأمنية والسياسية بالإضافة لأسباب قانونية وحقوقية، وفق المصادر ذاتها.